أصدر مركز دراسات الآداب والفنون بشمال إفريقيا العدد الثالث من المجلد الثامن من الدورية الخاصة بخريف 2010. ويتميز هذا العدد الذي أشرفت على تحريره ضيفة العدد، إيما هيوارد، بالاحتفاء بالشعر المغربي مترجما من اللغة العربية إلى الإنجليزية، حيث تم الاشتغال على ترجمة مجموعة من القصائد المنتقاة لحوالي 27 من الشعراء والشاعرات المغاربة، من بينهم ياسين عدنان، مهدي أخريف، محمد بنطلحة، محمد بودويك، عبد الكريم الطبال، محمد السرغيني، حسن نجمي، أحمد مجاطي، ثريا مجدولين، محمد الأشعري، الذي تم اختيار مقطع من إحدى قصائده لتزين ظهر غلاف العدد. وتسعى إيما هيوارد، كما ذكرت في التقديم، إلى رصد التحولات التي عرفتها القصيدة المغربية، التي تأثرت في وقت من الأوقات بالقيم الرومانسية التي كانت تهيمن على أوربا القرن 19، خصوصا على مستوى الإيقاع والبنية. قبل أن تنتقل إلى مرحلة الستينات من القرن الماضي، أو ما بعد الحصول على الاستقلال، والاضطرابات التي عاشها المغرب وانعكاسات ذلك على الكتابات الشعرية في المغرب. غير أن اهتمامات الشعراء المغاربة لم تكن تقتصر على ما هو وطني، بل خصصت مساحات أوسع لكل ما هو قومي، وسيما ما تعلق بالقضية الفلسطينية. وتشير إيما إلى أن سنوات التسعينات عرفت تراجعا في اهتمام الشعراء المغاربة بما هو سياسي، ليشكلوا انزياحا نحو كل ما هو ذاتي، فأبدعوا في مختلف أشكال القصيدة. كما تميزت تلك الفترة ببروز شعراء حاصلين على شادات جامعية، وفي بعض الأحيان على الدكتوراة، كما ان جلهم يتوفر على إلمام بالغة الفرنسية، إلى جانب اللغة العربية، في حين يضيف آخرون اللغتين الإنجليزية والإسبانية إلى رصيدهم اللغوي، مما أثر على ثراء معارفه في مجال الشعر وبالتالي على طبيعة إبداعاتهم وقيمتها. ويشرف على إعداد هذه الدورية هادي عبد الجوار من جامعة سكيمور بمساعدة مارك أندري ويمان من نفس الجامعة.