يعيش دوار الزكاورة بمقاطعة عين الشق، والذي لا يبعد عن شارع 2 مارس إلا بعشرات الأمتار، وضعية مزرية كباقي دواوير المنطقة التي لا تتوفر على أبسط الضروريات التي تحفظ للإنسان الحد الأدنى من كرامته، ناهيك عن ركام الأزبال المتناثرة هنا وهناك. هذا الدوار يعرف ظاهرتين خطيرتين وهما، صبيب المياه العادمة الذي «يخترق البيوت من مسكن لآخر وغير مستور تحت سمك معين»، ثم «انتشار الكلاب، ليس الكلاب الضالة، فهي أضحت تعج بها شوارع وأزقة المقاطعة، ولكن الكلاب التي يمتلكها بعض السكان، وتقيد أمام البيوت، مما يجعلها مقلقة ومزعجة للجيران! (الح .ج)، يقطن بهذا الدوار بزنقة الفران، تقدم بشكاية إلى مقاطعة عين الشق بتاريخ 03 ماي 2010 تحت عدد 2596، بشأن «إحداث حفرة كبيرة، من قبل أحد جيراني، تتسرب منها المياه العادمة حاملة معها روائح كريهة، تعبر مسكني عبر مجاري المياه المكشوفة، الأمر الذي جعل الحشرات المضرة تتجمع ناقلة وحاملة معها جميع أنواع البكتيريا، وهو ما أثر على صحتي وصحة باقي أفراد أسرتي خصوصا الصغار ». المعاناة تضاعفت ، تضيف الشكاية، «مع وضع كلبين بشكل دائم ليل نهار أمام مسكنه الشيء الذي عرقل عملية دخولنا وخروجنا الاعتيادية»! لكن الغريب في الأمر أن هذا المواطن بعد إلحاحه على إرسال لجنة مختصة تابعة للمصالح الصحية لمقاطعة عين الشق، تفاجأ حين سلمت له الملحقة الإدارية الشريفة وثيقة أصلها من الجماعة الحضرية للدار البيضاء، مديرية المجازر المصلحة البيطرية، مؤرخة في 11 ماي 2010، تحمل رقم (معاينة شكاية رقم 2596) واسم الدوار واسم الزنقة، تتضمن ما يلي: (عدد القطط المقبوض عليها 15 ، عدد الكلاب المقبوض عليها: لا شيء)! بمعنى آخر أن دوار الزكاورة لا يعاني من أي شيء ولا يوجد به أي كلب ولا وجود لمشكل مياه الواد الحار، وتحمل الوثيقة طابع الملحقة الإدارية دون توقيع! وكان رد فعل المشتكي أمام محتوى هذه «المعاينة الغريبة»، هو:( مالي ومال القطط، أنا كنشكي على إزعاج الكلاب أوهُما تيحسبو المشاش)!، مضيفا: «لماذا تشبثت (اللجنة) بالقطط رغم أن هذه القطط لا تحدث ما يحدثه كلب واحد، وتركت هذه الأخيرة مصدر الإزعاج؟» المتضرر / المشتكي، التمس من الجهات المعنية «التعامل مع معاناتهم اليومية بالجدية اللازمة»، مشيرا إلى أن «الملف لن يطوى بهذه الخلاصة الغريبة التي جاءت بها اللجنة، والتي لا تمت للواقع المرير للدوار بصلة»!