لم يمر تصوير الجزء الثاني من سلسلة «دار الورثة» الذي سيبث على شاشة القناة الوطنية «الأولى» في رمضان المقبل في أجواء مثالية تعكس النجاح الذي حققه عرض الجزء الأول من السلسلة. فبعد الانتهاء من التصوير أفصح عدد من الممثلين والتقنيين عن عمق المعاناة التي صاحبت إنجاز هذا العمل الفكاهي الذي صرفت له الشركة الوطنية ميزانية هامة لم تكن أوضاع التصوير ترجمة نزيهة لحجم المبلغ المرصود لها الذي قال البعض في شأنه أنه وصل إلى 900 مليون سنتيم . ممثلون وتقنيون قالوا بأن أقل ما يمكن أن توصف به أجواء التصوير هو كونها مزرية تنطوي تفاصيلها على نوع من انعدام التقدير للكفاءات الفنية والتقنية المشاركة في هذا العمل إن لم نقل أنها تعكس نوعا من التبخيس لقيمتهم. السبب حسب هؤلاء يعود إلى التوتر الذي طبع العلاقة بالشركة المنتجة التي تعاملت مع الفريق الفني والطاقم التقني بكثير من الجفاف والفضاضة. بعض هذه المعاناة يبدأ بتفاصيل جد دقيقة، لكنها جد دالة ومؤثرة أيضا كنوعية التغذية التي أمنها المنتج للممثلين والتقنيين الذين أجمعوا على رداءتها. لكن الأمور لم تقف عند هذا الحد، بل تجاوزتها إلى مستوى أثار استياء الفريق التقني والفني الذي حز في نفسه أن يشاهد يوميا الفنان الكبير عبد الجبار لوزير نجم هذه السلسلة ينقل يوميا في حافلة صغيرة في وضعية ميكانيكية متردية لا تضمن الراحة لركابها يكدس فيها كل التقنيين والممثلين دون مراعاة لسنه أولا الذي يصل إلى 84 سنة ولا إلى وضعه الصحي ثانيا، وأيضا لقيمته الفنية الكبيرة وتاريخه الحافل الذي يفرض وضعا اعتباريا مستحقا، هذا في الوقت الذي تخصص فيه لفنانين آخرين مشاركين في أعمال تلفزيونية أخرى سيارات خاصة. الاستياء كان كذلك بسبب تنصل المنتج من بعض التزاماته المتضمنة في العقد المبرم مع الفنانين وخاصة فيما يتعلق بتسلم التسبيق المستحق عند الانتهاء من تصويرالنصف الأول من السلسلة. بل أكثرمن ذلك فالممثلون لم يتوصلوا بمستحقاتهم إلا بعد مرور أسبوعين على الأقل من الانتهاء من تصوير السلسلة. إنجاز الجزء الثاني من دار الورثة كان كذلك مطبوعا بالارتباك الناتج عن الوضع الصحي للممثلة إلهام واعزيز التي ألزمها المنتج بالالتحاق بالتصوير، ورغم أنه لم يكن قد مر على وضعها لمولودها الأول سوى عشرين يوما وهو ما تسبب في تعرضها لأزمات حادة ثلاث مرات أثناء التصوير نقلت على إثرها للمصحة وأجريت لها عملية جراحية ليتوقف التصوير لعدة أيام إلى حين استعادتها لعافيتها. ولم يخل إنجاز الجزء الثاني من ارتجالية واضحة. فقد أكد عدد من الممثلين أن ضيوف الحلقات لم يتم اختيارهم واستدعاؤهم إلا عشية تصوير الحلقة المعنية وبعضهم كان يستدعى من مدن خارج الدارالبيضاء. وعندما يصلون يجدون أنفسهم في وضعية يكونون فيها مطالبين بارتجال تفاصيل المشهد والحوار المصاحب له مباشرة فوق البلاتو. طرائف هذه السلسلة كذلك ارتبطت بالملابس المستعملة في التمثيل. فالأزياء التي ستظهر على الشاشة هي ملابس خاصة بالممثلين أحضروها معهم للتصوير. والأمر لايختلف عن الاكسسوارات التي لم تبذل شركة الإنتاج أدنى جهد لتوفيرها؛ مثلا الآلات الموسيقية التي ستظهر في بعض الحلقات هي آلات تعود للفنان عبد الصمد مفتاح الخير وكذلك الأمر للعرائس التي تمكن نفس الفنان بفضل علاقاته الخاصة من إحضارها. ومعلوم أن الجزء الثاني من سلسلة دار الورثة التي من المنتظر عرضها في رمضان المقبل في ثلاثين حلقة من 26 دقيقة يؤدي بطولتها الفنان عبد الجبار لوزير وعبد الصمد مفتاح الخير وفضيلة بن موسى وسعاد الرتبي والبشير واكين وإلهام واعزيز والحبيب البلغيثي وهاجر عدنان وعزيز العلوي، الإخراج لهشام جباري.