«غابت «المحرر» عن ساحة الكفاح اليومي على إثر أمر تعسفي طيلة ما يقرب من سنتين، وشعر المناضلون الاتحاديون وعموم الجماهير الشعبية بالحرمان من صوت الصباح الذي كان يعبر عن مطامح الجماهير وعن آلامها، وخاصة الطبقة العاملة وصغار التجار والفلاحين والحرفيين وجماهير الطلبة والشباب والمثقفين الثوريين. فكان حوارا دائما متواصلا بين «المحرر» وقرائها المتزايد عددهم، حواراً يتناول قضايا الطبقات المستغلة وكفاحاتها من أجل الحرية والكرامة، وإبراز مستوى الحياة الذي يزيد انخفاضاً وتدهوراً بقدر ما تتصاعد أسعار المواد الغذائية الأساسية، حواراً يتناول قضايا البطالة المتصاعدة سنة بعد سنة، حتى أصبح اليوم ضحايا البطالة يعدون بمئات الآلاف من الرجال والنساء، في المدن والبوادي، حواراً أيضاً يجعل في طليعة اهتماماته، الدفاع عن وحدتنا الترابية وتقييم الوضع الخارجي وتقلباته المتوالية والأخطار التي تهدد كيان المغرب كأمة ذات تراث تاريخي يمتد طوال القرون، تتوق بإمكاناتها البشرية والثقافية والمادية في أن تكون في طليعة الأمم الديمقراطية بأداء الدور المنوط بها في الساحة العربية والاسلامية، والساحة الافريقية والدولية بصفة عامة، ومن جملة ما قامت به صحيفتنا المناضلة هو العمل يوميا، يداً في يد، مع إخواننا الفلسطينيين المجاهدين، بهدف تعميق وعي جماهيرنا بالقضية المقدسة وبهدف تعبئة كل ما في استطاعتنا أن نعبئه خدمة للشعب الفلسطيني البطل حتى أصبح شعار «وإنها لثورة حتى النصر» شعار جماهير الشعب المغربي بأجمعه. واليوم وبعد بذل كل المساعي، قررت السلطات المسؤولة أن تظل «المحرر» صامتة الى أجل لا ندري في أي زمن سينتهي، وهذا قرار أقل ما يقال عنه، إنه يتسم بالتطاول على حقنا في أن نختار اللسان المعبر عن رأينا، وعن نضالات حزبنا في مختلف الواجهات في دائرة احترام الدستور والقوانين المتعلقة بحرية التعبير وممارسة حقوق الإنسان. وأمام هذا الوضع، الذي لا يحتاج الى وصف، قر عزم حزبنا أن نصدر ابتداء من اليوم، وبصورة مؤقتة «الاتحاد الاشتراكي» لتكون المعبرة بلغتنا النضالية المعهودة، عن كفاحاتنا وكفاحات الجماهير الشعبية. فجريدة «الاتحاد الاشتراكي» سوف تخاطب مناضلي حزبنا وكافة القراء بنفس الخطاب الذي عهدوه في «المحرر»، بل ستكون امتداداً لصحيفتنا المجبورة اليوم على الصمت والغياب. وإذا اخترنا أن يحمل اللسان المعبر عن رأينا ومواقفنا اسم منظمتنا، فذلك لأمر واضح لا يخفى على أي مناضل في القواعد وفي الأجهزة المسؤولة، ولا يخفى على الرأي العام: ستكون «الاتحاد الاشتراكي» إذن، اللسان المعبر عن موقف منظمتنا الصامدة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فمرحباً إذن بجريدة «الاتحاد الاشتراكي» التي تتعهد على أن تسير على منوال «المحرر»، بل سوف يكون من مهامها العمل على أن يرفع الحظر على «المحرر» زميلة «الاتحاد الاشتراكي» في الكفاح».