لقد صدر أول عدد بتاريخ 14 ماي 1983، وهي لسان حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، جاءت بعد غياب جريدة "المحرر" عن ساحة الكفاح اليومي إثر أمر تعسفي من طرف السلطات المغربية ، استمر حوالي سنتين كان "ذنب" "المحرر" هو مواكبتها مستجدات الإضراب العام التاريخي الذي كان يوم 20 يونيو 1981 . فكان جزاؤها التوقيف عن الصدور ومنع جميع العاملين بها من الولوج أو الإقتراب من الأبواب الرئيسية لمقر الجريدة ، مع العلم بأن "المحرر" لم تقم إلا بواجبها الإعلامي في إطار القوانين الجاري بها العمل ، كما تم اعتقال رئيس تحريرها المرحوم مصطفى القرشاوي ومحاكمته ، الذي أفرج عنه سنة 1984 . كان إجراء المنع غير شرعي لأنه خرق واضح للدستور . أزيد من ربع قرن من الزمان والصمود والعطاء والمصداقية على تواجد جريدة الاتحاد الاشتراكي ، التي صدرت بعد الإفراج عن القيادة الحزبية التي كانت معتقلة في معتقل ميسور : الفقيد عبد الرحيم بوعبيد ، والإخوان محمد اليازغي ، ومحمد الحبابي وذلك سنة 1982 . وكان قد كلف الفقيد عبد الرحيم بوعبيد الأخ محمد البريني بتحمل مسؤولية إدارتها، كما كتب المرحوم في أول عدد افتتاحية تحت عنوان "الاتحاد الاشتراكي امتداد المحرر" جاء فيها : " ... جريدة "الاتحاد الاشتراكي" سوف تخاطب مناضلي حزبنا وكافة القراء بنفس الخطاب الذي عهدوه في "المحرر" بل ستكون امتدادا واستمرارا لصحيفتنا المجبرة اليوم عن الصمت والغياب ..." . 26 سنة مرت على صدورجريدة "الاتحاد الاشتراكي" ، في ظروف قاسية وصعبة بحكم الظروف السياسية التي كان يعيشها المغرب . فتاريخ صدورها حافل بالمحاكمات والمنع والحجز والمضايقات من طرف السلطات المغربية. مر 312 شهرا على ظهورأول عدد من "الاتحاد الاشتراكي" هذه الجريدة التي فقدت بعضا من رموزها الكبار أمثال : مصطفى القرشاوي ومحمد باهي حرمة ومحمد الوديع الأسفي وأحمد السطاتي وكذلك بعض أبنائها المخلصين ك : المهدي الودغيري، محمد عليوات الملقب بحمودة، إدريس الفلوسي، محمد أشيبان، محمد أمسكروت الادريسي، كما فقدت بعض أعضائها الذين كانوا يشتغلون في الخفاء وهم عمال في التوزيع والحراسة والنظافة والمطبخ وهم : محمد الولوسي الملقب ببنبلة ، محمد بوحقية ، مصطفى الحسناوي ، محمد الماضي ، البشير بن الفقير ، محمد ولد الحكيم، المعطي الوازيكي ، محمد عواد الملقب بكندا ، اجميعة أزغار . هذه جريدة "الاتحاد الاشتراكي" التي تخرج منها العشرات من الصحفيين المشهود لهم بالكفاءة والقدرة والعطاء في مجال الإعلام الصحفي المغربي ، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، ومنهم من استطاع أن يؤسس منابر إعلامية مستقلة أصبح لها حضور وإقبال من طرف القراء . اليوم تخلد أسرة جريدة "الاتحاد الاشتراكي" ذكرى صدورها وتسترجع الأدوار الطلائعية التي اضطلعت بها الصحافة الاتحادية ، والتي تعتبر مدرسة متميزة في الإعلام الاتحادي بدءا من "التحرير" سنة 1959 ، التي صدرت خلال خمس سنوات حوربت خلالها بشتى الوسائل وتم منعها في عهد الرجل الثاني في المغرب أحمد رضى اكديرة سنة 1963 . و"المحرر" صدرت سنة 1964 في حدود عشر سنوات تعرضت أثناءها للمنع عدة مرات في عهد الرجل الثاني في المغرب محمد أوفقير ، وبعده أحمد الدليمي ، وستمنع نهائيا من الصدور سنة 1981 في عهد الرجل الثاني ادريس البصري . ثم هناك جريدة "ليبراسيون" الناطقة بالفرنسية سنة 1964 ، و"الأهداف" سنة 1964 ، و"الرائد" سنة 1967 و"فلسطين" سنة 1968 ، و"المشروع" سنة 1980 و"النشرة" سنة 1983 . فعلى امتداد هذه السنوات، كانت الصحافة الاتحادية تقف دوما إلى جانب المقهورين والمظلومين والمهمشين ، كانت صحافة معركة الدفاع عن القوت اليومي للطبقات الكادحة .