استعاد فريق الرجاء البيضاوي مركزه في صدارة الترتيب عقب فوزه على أولمبيك آسفي خلال المباراة التي جمعت الطرفين لحساب الجولة ما قبل الأخيرة من عمر الدوري المغربي، وكانت العناصر الرجاوية تراهن على هذه المحطة لانتزاع ثلاث نقط، ومصالحة الذات والجماهير بعد تعثرين متتاليين (تعادل أمام الخميسات، وهزيمة بخريبكة) ما جعلها تفقد مركزها في الريادة، وتقلص بالتالي حظوظها في الحفاظ على لقب الدوري، لكن الفوز أمام المسفيويين أنعش هذه الحظوظ من جديد، وجعل مصير اللقب بين أيدي لاعبي الرجاء. الطموحات المتباينة للفريقين كانت حاضرة بقوة طيلة المباراة، وانعكس على الوصفات التكتيكية التي سطرها مدربا الرجاء، وأولمبيك آسفي على امتداد دقائق اللقاء، ما جعل المستوى لا يرقى إلى التطلعات طيلة الجولة الأولى، رغم محاولات هذا الطرف وذاك للوصول الى مرمى الخصم. مع انطلاق الجولة الثانية بدا واضحا أن التعادل لا يخدم مصالح الفريقين سواء المسفيوي الذي تنتشله مخالب النزول، أو الرجاوي الذي يتطلع إلى توسيع هوامش حظوظ الظفر اللقب، ولعل القراءات التكتيكية لهذا المدرب، وذاك، ورغبتهما في صنع رهان الفوز بدت واضحة، خصوصا من جانب الرجاويين الذين كانوا مؤازرين بعشرات الآلاف من المتفرجين، والذين اندفعوا بحثا عن هدف السبق، فجاء الامتياز عن طريق ضربة جزاء اصطادها السينغالي بايلا، ونفذها بنجاح محسن متولي في الدقيقة 55. ولم تكد تمر سوى دقيقتين على هذا التفوق حتى عاود الرجاويون زيارة شباك الفريق المسفيوي بواسطة اللاعب بايلا (د57). هدفان في دقيقتين. كانا بمثابة دوش بارد على أجسام لاعبي الأولمبيك، لكنهم لم يستسلموا، واندفعوا بحثا عن هدف يحررهم من بعض الضغوطات، وبالفعل تأتى لهم ذلك بواسطة العميد الصواري على إثر قذفة قوية من خارج المستطيل. وكان ذلك في الدقيقة 61، لكن العناصر الرجاوية عادت لتوسع الفارق عن طريق مرتد خاطف أحسن استثماره المهاجم ياسين الصالحي في الدقيقة 70. ورغم هذا الامتياز الجديد فلم تفقد العناصر المسفيوية الأمل في معاودة زيارة شباك الحارس الجرموني. وكان لها ما أرادت في الدقيقة 79 بواسطة البديل ابراهيما نديون. وواصل الفريق الزائر هجوماته. وبدا لاعبوه أكثر حضورا على رقعة الملعب، في الوقت الذي تراجع فيه لاعبو الرجاء لتحصين دفاعهم، وتأمين النتيجة، ما جعل الدقائق العشر من عمر المباراة تمر بطيئة على كل مكونات الرجاء، وكانت صافرة النهاية التي أطلقها الحكم خليل الرويسي بمثابة الخلاص بالنسبة للرجاويين الذين عبروا عن فرحتهم باستعادة مركز الصدارة. ويمكن القول بأن أولمبيك آسفي قدم عرضا كرويا مشجعا، وحاول تدارك الموقف، لكن طموحات الرجاويين كانت أكبر، ليستمر المسفيويون في وضعيتهم غير المطمئنة.