أجمع خبراء في التراث وأنتروبولوجيون ومؤرخون ومهندسون معماريون وجامعيون ومسؤولون، مغاربة وأوروبيون، يوم الجمعة، على أن «الحاضرة الكبرى للمغرب تعد من بين المدن العالمية التي تزخر بتراث هام ينبغي صيانته والمحافظة عليه». وفي مداخلة لأحد أعضاء مجلس المدينة، في الندوة التي نظمتها جمعية «كازا ميموار»، تمت الإشارة إلى أن مدينة الدارالبيضاء مشهورة باحتضانها لتراث معماري متميز دفع بجمعية «كازا ميموار» للمطالبة بتسجيله لدى اليونسكو كتراث عالمي. وفي هذا الصدد يعد «تهاوي فندق لينكولن، خسارة كبرى في تراث المدينة، لكنه على الرغم من ذلك ،كان سببا في الصحوة التي همت حماية تراثها وأصبح موضوع تصوير من قبل مخرجين سينمائيين عالميين». أما مداخلة مندوب وزارة الثقافة ، فيصل الشرادي، فأكدت على ضرورة تقنين مسألة المحافظة على التراث وعدم إغفالها في المخطط المديري ومخطط التهيئة المتصلين بمدينة الدارالبيضاء، والمزمع إنجازهما قبل متم سنة 2010،« لأن حماية التراث قضية تتطلب وضع قوانين خاصة من أجل تحقيق الأهداف التي نسعى إليها جميعا». كما أوضح أن المدينة العتيقة تزخر بدورها بتراث هندسي لا يختلف عما يتميز به العمران في مركز المدينة، «لذلك لا ينبغي عزلها عن بقية التراث الذي نتوخى الحفاظ عليه، ففي المدينة القديمة منشآت عمرانية تحكي أسوارها وأشكالها الهندسية وتصاميم بيوتها الداخلية عن ذاكرة القرن العشرين للمدينة، فقرابة 80 بالمائة من البنايات هناك شيدت خلال نفس الفترة». صفاء قديوي المكلفة بالشؤون الثقافية بمفوضية الاتحاد الأوروبي بالمغرب، أوضحت، من جهتها ، أن ندوة «السياحة والتراث» تعد استمرارا لأنشطة مشروع «الإرث المشترك» الذي يموله الاتحاد الأوروبي في إطار البرنامج الجهوي «أوروميد إيريطاج». مشيرة إلى أن «الغاية من هذه الندوة تتمثل في تحسين وتوزيع صورة ملائمة عن التراث الهندسي والحضري للحاضرة الكبرى للمغرب، وتقديمه للسياح المحليين والأجانب بالشكل المطلوب » (...) وأشار كنوبهلر المستشار لدى المجلس الأوروبي إلى «أننا أصبحنا اليوم نعيش في عالم تم القضاء فيه على بعض الحدود كان لا يمكن بلوغها في السابق، وذلك بفضل ظاهرة العولمة والتقدم التكنولوجي وغيره». وتساءل هل يمكن الحديث عن تراث خاص بالقرن العشرين، وعما آلت إليه البنايات الحديثة العهد والتي تعد نتاجا للتحول الذي شهده العالم خلال القرن الذي سبق (19 ) مستعرضا في هذا الباب آراء واستنتاجات العديد من المفكرين الذين بحثوا في هذا الشأن. وسجل بالمناسبة تنامي الوعي لدى المهتمين بإشكالية الحفاظ على التراث من أجل الاهتمام بمنشآت القرن الماضي كما كان الأمر عليه في السابق بالنسبة للبنايات الأكثر قدما(...) ( و.م.ع) بتصرف