أكد مندوب وزارة الثقافة بالدارالبيضاء فيصل الشرادي، على أن المدينة العتيقة للدار البيضاء تزخر بتراث هندسي لا يختلف عما يتميز به العمران في مركز المدينة، مضيفا بالقول: لذلك لا ينبغي عزلها عن بقية التراث الذي نتوخى الحفاظ عليه، ففي المدينة القديمة منشآت عمرانية تحكي أسوارها وأشكالها الهندسية وتصاميم بيوتها الداخلية عن ذاكرة القرن العشرين للمدينة، فقرابة 80 في المائة من البنايات هناك شيدت خلال نفس الفترة. وشدد في مداخلة له في الندوة التي نظمتها جمعية كازا ميموار لحماية التراث الهندسي للقرن العشرين، في موضوع السياحة والتراث، على ضرورة تقنين مسألة المحافظة على التراث وعدم إغفالها في المخطط المديري ومخطط التهيئة المتصلين بمدينة الدارالبيضاء، والمزمع إنجازهما قبل متم سنة ,2010 لأن حماية التراث قضية تتطلب وضع قوانين خاصة من أجل تحقيق الأهداف التي نسعى إليها جميعا. وقال نائب مجلس مدينة الدارالبيضاء عمر فرخاني، إن مدينة الدارالبيضاء مشهورة باحتضانها لتراث معماري متميز دفع بجمعية كازا ميموار للمطالبة بتسجيله لدى اليونسكو كتراث عالمي، مذكرا بأن المغرب يحتوي على مآثر عمرانية وتاريخية هامة بأزيد من ثلاثين مدينة، إلا أنها في حاجة إلى الاهتمام والعناية للمحافظة عليها وصيانتها للأجيال الحاضرة والمقبلة، وأشار في هذا الصدد، إلى أن تهاوي فندق لينكون بالدارالبيضاء شكل خسارة كبرى في تراث المدينة، لكنه على الرغم من ذلك كان سببا في الصحوة التي همت حماية تراثها وأصبح موضوع تصوير من قبل مخرجين سينمائيين عالميين. هذا، وأجمع خبراء في التراث وأنتروبولوجيون ومؤرخون ومهندسون معماريون وجامعيون ومسؤولون، مغاربة وأوروبيون، بمدينة الدارالبيضاء، على أن الحاضرة الكبرى للمغرب تعد من بين المدن العالمية التي تزخر بتراث هام ينبغي صيانته والمحافظة عليه. وذلك خلال ندوة السياحة والتراث التي كانت الغاية منها تتمثل في تحسين وتوزيع صورة ملائمة عن التراث الهندسي والحضري للحاضرة الكبرى للمغرب، وتقديمه للسياح المحليين والأجانب بالشكل المطلوب. وتجدر الإشارة إلى أن الندوة تهدف إلى تعزيز التبادل بين مختلف الفاعلين في مجالي التراث والسياحة بمن فيهم المهنيين (وكالات الأسفار، المرشدون، المطاعم، الفنادق، أرباب القاعات السينمائية والصحافة المتخصصة)، وذلك لتقاسم الرؤى حول مختلف الأساليب التي تؤدي إلى تطوير السياحة الثقافية بمدينة الدارالبيضاء.