ونظراً لدورها المركزي والخطير في التشهير بمؤامرة «إيرجينيكون»، تتنقل كونجر بمعية حراس شخصيين، وتتجنب ركوب العبارة لتنقلها إلى مقر عملها في الضفة الأخرى من البوسفور، المضيق الجميل الذي يقسم اسطنبول ويفصل أوروبا عن آسيا، وذلك خشية اغتيالها. لكن بعض الأتراك يرون أن قصص الانقلاب تبدو موغلة في الخيال، بينما يرى أتراك كثيرون آخرون أنها حقيقية في دولة للجيش فيها سجل طويل في تنفيذ الانقلابات ضد الحكومات التي لا تعجبه. وبالنسبة لكثيرين، فإن الجانب الأكثر إذهالا في «إيرجينيكون» هو أنها تناقَش في كل مكان، ولم يستطع الجيش إغلاق ملفها. وفي هذا السياق، يقول دبلوماسي غربي في أنقرة وافق على الحديث شريطة عدم الإفصاح عن هويته، «إن الأمر المهم بخصوص إيرجينيكون ليس حدوثها، لأن ثمة بعض الحقيقة في هذه الادعاءات، بل هو أنهم تمكنوا من حل هذه الأشياء حتى الآن بدون أي نوع من الأزمات». في تركيا توجد صور أتاتورك في كل مكان تقريباً، غير أنه عندما أصدرت تركيا عملة جديدة العام الماضي وُضعت صورة مؤسس الدولة على جانب واحد فقط من الورقة النقدية، وليس على الجانبين. وإلى ذلك، فإن الجيش لم يعد يحرس مقر البرلمان، ما يعد تحولا رمزياً. غير أن لدى الجيش الكثير من المعجبين الذين يعتقدون أنه يسهر على عدم السماح للدين بإضعاف الطابعَ العلماني للدولة، خاصة وأن كثيرين هنا يعتقدون أن أردوجان يريد تحويل تركيا إلى دولة إسلامية، ويشيرون خاصة إلى جهوده في السماح للنساء بارتداء الحجاب في الجامعات التابعة للدولة، وتجريم الخيانة الزوجية، وإن فشل في المعركتين معاً- إضافة إلى انتصاره لفكرة فرض الضرائب على التبغ والكحول. ولعل مشكلة أردوجان الأكبر هي أنه فشل في إقناع جزء كبير من النخبة التقليدية بأنه لن يسلبهم حرياتهم العلمانية. وفي هذا الإطار، يقول أحد أبرز منتقديه، وهو الجنرال هالدون سولمازتورك، إن أردوجان قد لا يتخذ قرارات تحافظ على علمانية تركيا؛ لكن العديد من الأتراك يتساءلون ما إن كانت رؤية أتاتورك ملائمة لتركيا الحديثة والمتنوعة، والمتطلعة لعضوية الاتحاد الأوروبي. ومن جانبها، تتوقع كنار، الطالبة في أنقرة، أن تزداد المظاهرات ضد الدور المهيمن للجيش في المجتمع، إذ تقول: «إن الإفراط في استعمال أتاتورك خلق جيلا مثل جيلي». عن «واشنطن بوست»