تتوالى الأخبار الواردة من فاتنة الأطلس عن تحركات ثنائي مشهور والذي لا يترك مناسبة من دون أن يبصم بيديه نشرة أخبار راديو المدينة. آخر أخبار هذا الثنائي هي أنه من شدة ولعه بالعيون فإنه يتجول بين مكاتب وممرات المجلس مرددا لازمة الأغنية الشعبية المشهورة «شحال سولت عليك عجبوني عينيك» ! ولأن العيون الحمراء التي استأنس بها حمراء يتطاير شررها وتذكره ب «الحكام و بتحمار العينين»، فإن العيون التي يتغنى بها الآن عيون خضراء تسر الناظرين، عيون أرادها طائعة له، مساندة لمواقفه، لينة... لكن الخضرة سرعان ما تحولت إلى حمرة وأبانت عن مواقف ثابتة داخل المجلس وخارجه، فانتفض وأرغى وأزبد ومنع وتوعد. هي حكاية تشبه آلاف الحكايات لأناس بمجرد وصولهم إلى رئاسة مجلس ما قروي أو بلدي أو بمجرد وصولهم إلى إحدى القبتين، تجدهم يتعاملون بمنطق الخدم والحشم مع جميع المواطنين ويتعاملون حتى مع من يتقاسم معهم عضوية المجلس، فتصبح لغة النهي والتوعد هي السائدة. يبدو الأمر عاديا أحيانا كثيرة خاصة عندما يكون السيد الرئيس أو البرلماني صاحب نعمة عليهم بمعنى أنهم «كلاو وشربو معاه»!، ويمكن وقتها تفسير سكوتهم وخنوعهم ربما لأن «الماء كايجمد في الركابي و الملحة كتخرج في الواحد» لذلك تجدهم يبتلعون ألسنتهم ويعجزون عن الحديث ولايتحرك اللسان إلا للثناء والتمجيد. أما عندما يخلو الأمر من الملحة والطعام ومن المملحات والمسكرات ومن الماء حلاله وحرامه! فإن الأمر يختلف هنا تماما، فتشتد المحاسبة وتتحول العين الخضراء إلى حمراء تستعصي على الهضم فيصاب مول العين الزايغة واللسان السليط بعسر في الهضم. في الحقيقة والحق يقال إن اللوم لا يمكن أن يرمى على أصحاب العيون الزايغة الألسنة السليطة، اللوم كل اللوم على مهندس خريطة المنتخبين بالمدينة، اللوم كل اللوم على من فتح الباب لهذه الطينة ليصولوا ويجولوا في المدينة الوديعة تارة يردد أغنية أنا وحدي نضوي لبلاد وتارة أخرى يردد اللازمة «شحال سولت عليك عجبوني عينيك».