ينظم مركز باسكون للأبحاث السوسيولوجية لندوة فكرية في إطار مشروع: «في رحاب السوسيولوجيا»، حول المؤلف الاخير للمفكر عبد الله العروي «من ديوان السياسة»، بمشاركة مجموعة من الباحثين والاساتذة المهتمين، وذلك يوم السبت 10 ابريل 2010 بمدينة ابن جرير. وقد جاء في المشروع الأرضية النص التالي: «لم تعد الأنشطة الفكرية ترفا، يعزل نخبة من الفاعلين الثقافيين عن المجال العمومي، بل أضحت مدخلا رئيسيا من مدخل التغير الاجتماعي والتنمية. لذلك أمن مركز بول باسكون للأبحاث السوسيولوجية، بقوة، منذ ندوته الوطنية الأولى، مرورا بجائزة بول باسكون للكتابة والترجمة في الفلسفة والعلوم الإنسانية، وما كان لهما من آثار إيجابية وطنيا وجهويا ومحليا، امن بأن تأهيل المجال فكريا، قد أضحى أولوية في سلم التنمية المحلية. لذلك يطرح المركز هذا المشروع، «في رحاب السوسيولوجيا» في أيام وندوات دراسي، تهم مجموعة من الكتب العلمية الرصينة، التي اخترناها بعناية لتشييد حوارات بينذاتية داخل مجالنا المدني، بغية إثراء الفكر وإخصابه. سيفتتح هذا المشروع بقراءة فاحصة في الكتاب الأخير للمفكر عبد الله العروي «من ديوان السياسة» لما يحمل فكر العروي من راهنية ولما جاء به الكتاب من جرأة في القول السياسي ونفاذ الرؤية علي مستوى ترشيح الأبعاد المجتمعية للمغرب المعاصر. وسنكون في الدورة الثانية من المشروع أمام كتاب متميز وأصيل للباحث الأنتروبولوجي عبد الله حمودي «الشيخ والمريد»، حيث يطفح هذا المنجز ببطولية الفكر وجسارة النقد، من خلال تحليله للنسق الثقافي للسلطة في المجتمعات العربية الحديثة، بوقوفه على التركيبة الثقافية التي تتيح فهما دقيقا للبنية السلطوية المغربية الحديثة، والبنية السلطوية ذاتها في المجتمعات العربية الأخرى، حيث ينبني المؤلف على فرضية أساسية، وهي تسرب خطاطة ثقافية من مجال الصوفية والولاية إلى المجال السياسي. وستخصص الدورة الثالثة لندوة دراسية حول كتاب «رهانات الفكر السوسيولوجي بالمغرب» وقوفا منا عند التحليل النقدي لعالم الاجماع المغربي محمد جسوس لقضايا السوسيولوجيا بالمغرب وأسئلتها الكبرى، من خلال ربطها بالتحولات المجتمعية لمغرب الألفية الثالثة. وفي الدورة الأخيرة من البرنامج سيحضى كتاب «les héritiers, les étudiants et la culture» لبييربورديو وجون كلود باسرون بالدرس والتحليل، اهتماما منا بسوسيولوجيا التربية، إذ سينفتح المركز على المهتمين بالحقل التربوي، بالوقوف على ما أثاره هذا الكتاب من تحولات كبرى في فهم وتفسير أدوار المدرسة في التنشئة الاجتماعية للأفراد، محاولين ربط خلاصات الكتاب بواقع الحقل التربوي التعليمي بالمغرب، وما يطرح من قضايا و أسئلة ترهن مصير المجتمع المغربي. تلك أهم المواضيع والإشكالات التي ستكون أرضية اشتغالنا في مشروع «في رحاب السوسيولوجيا» لهذا الموسم، مستحضرين ، ما أشار إليه التقرير الموضوعاتي في تقرير الخمسينية من حيث أن الطابع الهامشي للكتاب استثناء مغربي، ومستحضرين كذلك تقرير منظمة اليونسكو حول التنمية البشرية، والذي احتل فيه العالم العربي عموما والمغرب على وجه الخصوص مرتبة متأخرة. دون أن نغفل التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية الصادر عن مؤسسة الفكر العربي، والذي جاء بأرقام مخيفة حول الثقافة والقراءة في العالم العربي، حيث معدل القراءة لا يتجاوز 4% من معدل القراءة في انجلترا على سبيل المثال. رهاننا إذن، أن نواصل التحدي، للمساهمة في بناء مجال اجتماعي مديني متوازن، يكون فيه لفكر التنوير دورا رياديا يلقي بنا في أكوارا للحوار تمنحنا فرصة التفكير فيما فكر فيه هؤلاء الباحثون، ومعهم سنحاول أن نستفز قدرتنا على التفكير بحرية واستقلالية، لمطارحة قضايا تهم صيرورة النحن ومآلها، متشبتين بحرقة السؤال الذي كان ولايزال الطريق إلى التفكير والفهم والمعرفة، وكلنا طموح بأن لا يبقى السؤال مرتبطا بالسائل فقط، بل ينتشر على الصعيد البنذاتي ليتوجه إلى ذوات أخرى للكشف عن أسئلة جديدة، تحررنا من الأوهام، وتقنيا شفير الهاوية».