فازت التلميذة نسرين أطلس من ثانوية الشهيد صالح السرغيني ببن جرير بالجائزة الكبرى لبول باسكون في الفلسفة و العلوم الإنسانية التي ينظمها مركز باسكون للأبحاث السوسيولوجية . وتسلمت الفائزة و هي من شعبة العلوم الاقتصادية جائزتها مساء الثلاثاء 30يونيو 2009 في حفل بهيج هيمن فيه الاحتفاء بالفكر الفلسفي و استعادة السؤال لتحفيز الناشئة الفلسفية على المغامرة الفكرية و إعمال العقل . و تميز بحضور عدد من الفعاليات الفكرية و الإبداعية و حشد كبير من التلاميذ و أوليائهم . جائزة هذه السنة عرفت نجاحا مهما بحكم الإقبال الكبير الذي حظيت به هذه المسابقة التي ترشح لها أزيد من ثمانين تلميذا من مختلف الشعب بما فيها الشعب العلمية التي حصد عدد من المنتسبين إليها مجموعة من الجوائز التي سلمت على مستوى المؤسسات التعليمية المشاركة . و جاء في أرضية هذه الجائزة التي أعدها المركز ما يلي : «انسجاما مع تصوره العام الهادف إلى إبراز أهمية المعرفة والبحث العلمي في تحقيق التنمية الثقافية والتغير الإجتماعي ، ينظم مركز باسكون للأبحاث السوسيولوجية جائزة للكتابة في الفلسفة والعلوم الإنسانية لفائدة تلميذات وتلاميذ السنة الثانية من البكالوريا وذلك وعيا منه بدور الأنشطة المدرسية الموازية في حفز المتعلمين على التحصيل الدراسي وتحقيق الذات الإيجابية . وإن اختيارنالهذه الفئة بالذات ، يكمن في وجودها على عتبة التعليم العالي وما يستوجب ذلك التحول من حشد للكفايات اللازمة والإستعداد اليقض لخوض غمار البحث والتكوين الذاتي . لذلك نرى بأن هذه الجائزة يمكن أن تساهم في جعل المؤسسة التعليمية تنفتح على أشكال أخرى من التكوين والتثقيف ، خصوصا وأن التقرير السنوي الأخير للمجلس الأعلى للتعليم ينبه إلى تراجع وضعف كبيرين على مستوى الكفايات الأساسية فيما يخص القراءة والكتابة . وإن إرادتنا لأن تحمل هذه الجائزة إسم بول باسكون لتهدف إلى إدكاء الوعي لدى التلميذات والتلاميذ بأهمية الفلسفة والعلوم الإنسانية في فهم المجتمع المغربي ، ومحاولة تفسير ظواهره ، وكونها تحمل اسم علم من أعلام السوسيولوجيا بالمغرب ، من شأنه أن يعطي لناشئتنا الثقة بالذات ، وبناء مفهوم إيجابي للذات والهوية المغربية ، يعيد الإعتبار لطاقات الإنسان المغربي من أجل إبراز قدراته على الخلق والإبداع والإنتاج الثقافي . إن وعينا داخل مركز باسكون للأبحاث السوسيولوجية بأهمية الرأسمال البشري في تحرير الطاقات الكامنة ، وبناء مجتمع التنوير والحداثة ، يجعلنا نراهن على البحث والتكوين الذاتي داخل مؤسساتنا التعليمية ، كمدخل لمجاوزة جزء من اختلالات نظام التربية والتكوين بالمغرب. ولعل انفتاحنا على شركاء متعددين يكمن في قناعتنا الراسخة بأن التنمية الثقافية رهان مجتمع بكامله . وهو ما يدعو إلى تأسيس روابط متينة للتعاون بين مختلف الفاعلين على المستوى الوطني والجهوي لأجل المساهمة الجماعية في خفض مستوى الإختلالات المجالية على المستوى السوسيوثقافي ، حيث تعد المؤسسة التربوية ، في نظرنا مدخلا مهما من بين مداخله المتعددة المستويات».