توقفت رحلة الرجاء البيضاوي إفريقيا عند خط الدور الأول، بعد خسارته في مباراة الإياب ضد بيترو أتلتيكو الأنغولي بهدف واحد، في مباراة شهدت صورة سيئة قدمها بعض لاعبي الرجاء عقب نهاية اللقاء. فقد شهد ملعب سيدا سيلا بالعاصمة الأنغولية لواندا واحدا من أسوأ عروض الرجاء البيضاوي، الذي كان في عقد تسعينيات القرن الماضي رائدا الكرة الإفريقية، ليس على مستوى النتائج فحسب، وإنما على مستوى الأخلاق والروح الرياضية، الأمر الذي منحه شعبية أخرى تعدت حدود الوطن. أول أمس الأحد شهدنا رجاء من نوع آخر، رجاء قدم بعض لاعبيه صورة عكست بالفعل الحضيض الذي وصلته كرة القدم الوطنية، التي جنت في نهاية الأسبوع الماضي ثلاث خيبات رصعت عقد الفشل الذي يطوق جيد كرتنا، التي باتت مهددة بفقدان مقعدين على الصعيد القاري، بفعل تراجع الأداء مقارنة مع دول كانت إلى عهد قريب، تنحني خوفا من مواجهة أضعف فرقنا المغربية، فما بالك بفرق كانت بالأمس القريب تتربع على كراسي الريادة. كانت صورة مقززة تلك التي وصلتنا على شاشة التلفزيون الأنغولي، مباشرة بعد إعلان الحكم المالاوي روبير عن نهاية المباراة بتفوق الفريق الأنغولي، الذي لقن الفريق الأخضر درسا في الواقعية. صورة قاتمة ظهرت من خلالها بعض العناصر الخضراء، وتحديدا متولي والزروالي والصالحي وحتى بعض الاحتياطيين، «صغارا»، حيث استهدفوا الحكم بالركل واللطم، ناهيك عن شتى أنواع السب والشتم والبصق. ومن شدة قتامة هذه الصور، اختارت القناة الأنغولية عدم إعادتها، رأفة بمشاعر الجماهير، وخاصة الصغار، حتى لا يتعودوا على مثل هذه الأفعال. وحسب مصادر عليمة، فإن الفريق الأخضر مهدد بغرامة مالية من طرف الاتحاد الإفريقي، فضلا عن توقيف اللاعبين المتورطين في هذا السلوك اللاأخلاقي. وحسب مصادرنا، فإن الاتحاد الإفريقي سيعتمد بالتأكيد على شريط المباراة، فضلا عن تقارير الحكم والمندوب والمكلف بالأمن داخل الملعب، حيث يعقد هذا الثلاثي اجتماعا عاجلا عند نهاية كل مباراة، قبل بعث تقاريرهم إلى الاتحاد الإفريقي، الذي يتخذ القرار المناسب بناء على ما توصل إليه من أدلة. وتضيف مصادرنا أن الجامعة ستتوصل برسالة من الأمانة العامة للكاف، تحدد اللاعبين الذين تم توقيفهم، حيث تكون العقوبة أولا سارية على الصعيد القاري، قبل أن يتم تعميمها على الصعيد الدولي، بعد اجتماع اللجنة التأديبية، التي تتخذ قرارتها بشكل مستقل عن الكاف. وعلى مستوى آخر، أكد مصدر مسؤول أن فريق الرجاء سيبعث برسالة إلى الاتحاد الإفريقي، يحتج فيها على غياب المندوب الكاميروني، الذي عوض بمندوب من كينيا، كان قد أدار يوم السبت لقاء بين بريميرو دي أغوسطو الأنغولي و سيركل باماكو المالي، برسم كأس الكاف، فضلا عن عدم تمكنهم من إجراء الحصة التدريبية التي يخولها لهم القانون بالملعب الرئيسي في نفس توقيت المباراة، حيث أجبروا على خوضها في العاشرة والنصف صباحا يوم السبت عوض الثالثة والنصف بالتوقيت المحلي، لأن الملعب احتضن يوم السبت مباراة عن منافسات كأس الكاف. وشجب مصدر السلوك الذي صدر عن لاعبي الرجاء، الذين، ولافتقارهم للمستوى الثقافي والمعرفي المطلوب، أساءوا لأنفسهم ولفريقهم، الذي أضاع التأهيل في الدارالبيضاء، عندما اكتفى بالتعادل بهدف لمثله أمام الفريق الأنغولي. نشير إلى أن الرجاء انهزم بهدف واحد، يتحمل مسؤوليته الحارس طارق الجرموني، في مباراة شهدت طرد المهاجم ياسين الصالحي في الدقيقة 61.