حالات اختناق مرورية لا مثيل لها تشهدها مدينة الدارالبيضاء هذه الأيام، بسبب إنجاز الأشغال الأولية لخطوط التراموي الذي من المنتظر أن يرى النور بحلول سنة 2013 . البيضاويون وزوار المدينة .. الجميع يتساءلون هل تفي الجهة المكلفة بالإنجاز بالتزاماتها في إنهاء أشغال تغيير مجرى خطوط وشبكات الاتصال والماء والكهرباء بتنسيق مع مستغلي الشبكات (ليديك، المكتب الوطني للكهرباء، اتصالات المغرب، إينوي، ميديتيل). في الوقت المحدد ( ثمانية عشر شهرا قبل وضع المسار الحديدي للتراموي)، خاصة وأن المدينة تفتقد لخريطة «تحت أرضية» دقيقة ومضبوطة، خاصة فيما يتعلق بشبكة الصرف الصحي وقنوات المياه، كما كشفت عن ذلك مصادر عليمة.. فالمرور عبر محج الحسن الثاني و شارع عبد المومن (حوالي أربعة كلمترات) يتطلب من السائق ساعة من الزمن وزيادة، وأكثر من ذلك في أوقات الذروة بفعل الأشغال الجارية بهما.. ونفس الإشكال بالنسبة لزنقة باحماد وشارع محمد الخامس حيث صعوبة السير و الجولان .. وكذلك بقية الفضاءات التي سيمر منها مشروع النقل البيضاوي الجديد على امتداد 28 كيلمترا من خلال 40 محطة، من حي سيدي مومن، حيث سينجز الملعب الكبير، مرورا بشوارع عقبة بن نافع، يوسف بن تاشفين والشهداء وعلي يعتة والأوداية بالحي المحمدي وباحماد (محطة البيضاء للمسافرين) إلى شوراع محمد الخامس والحسن الثاني وعبد المومن ومكة وصولا إلى الكليات إلى جانب خط فرعي يمر عبر أنوال وعمر الخيام والقطب أنفا والحي الحسني من المنتظر أن تنطلق الأشغال به بعد إنجاز الشطر الأول . مشروع حددت مدة إنجازه كليا في ثلاث سنوات بكلفة أولية تقدر 6.4 ملياردرهم ، وبكلفةإجمالية في السنوات التي بعدها ( خمسة خطوط) ب 45 مليار درهم.. الشطر الأول الذي تساهم الدولة في تمويله (2 ر1 مليار درهم) والمديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية (5 ر1 مليار درهم)، ومجلس المدينة وشركاء آخرون (900 مليون درهم) حسب الاتفاقية التي أشرف جلالة الملك على توقيعها في أكتوبر 2008.. الشطر الأول انطلقت أشغاله منذ مارس ما قبل الماضي، وتأمل منه ساكنة المدينة أن يحل معضلة النقل الحضري التي تعاني منه بشكل كبير، ويحد بالتالي من مشاكل السير والمساهمة في تقريب بعض الأحياء الهامشية ذات الكثافة السكانية العالية من المركز من قبيل أحياء سيدي مومن، النسيم، ليساسفة ، وسيدي معروف.. خصوصا وأن شبكة النقل الطرقي عبر الحافلات، كما تؤكد دراسة في الموضوع، تراجعت بشكل ملحوظ من 18% سنة 1975 إلى 13% سنة 2004 وأقل من ذلك بكثير في السنوات الأخيرة بالرغم من مشاركة الخواص..!