شكلت مشاريع تأهيل المجال الحضري لمدينة القصر الكبير صدمة قوية للساكنة وذلك من جراء استمرار العبث في الحفر المستمر والقيام بأشغال عشوائية بطيئة، وتيرتها تنجز وتوصف بسير السلحفاة. ضاقت قلوب الساكنة من هذا الارتجال، ضاعت وعانت ولازالت بأحوال الشتاء وغبار الصيف في أهم الشوارع ناهيك عن حالة تظيراتها من المسالك في الأحياء، قدر الساكنة أن تعبر المسالك حذرة خائفة من السقوط والانزلاق أرصفة أزيحت من مكانها لتوضع في حيز ضيق أعاق معه العبور والمرور. اختفت معالم مدينة حقيقة لتحل محلها صورة مدينة في «أفغانستان»، تشويه ممنهج لمحو ذاكرة مدينة القصر الكبير بفضاءاتها الشاسعة وحدائقها المنسية أقواس مشوهة أصر مبدعوها على بنائها وهم يعملون على تهجير المدينة قسريا دون مراعاة خصوصياتها الجمالية والتاريخية. موجات الغضب والاستنكار بدأت تتعالى من إقدام مسؤولى آخر زمان وفي تصادم مع التاريخ على التغيير نحو الأدنى ونحو الأسفل» هم المتحكمون في الإصلاح» في هذه الشوهة. كيف لا ؟ ويقول أحد الظرفاء... ونحن نعيش في هذا المستنقع الآسن بالأتربة والأوحال. حدثنا أيضا أحد القيمين على أحد المساجد وهو بالمناسبة كبير السن قائلا: لم تشفع لي عصايا التي أتوكأ عليها في إنقاذي ثلات مرات في السقوط. في هذه الحفر والأخاذيذ وخاصة في الشهور الماطرة وانعدام الإنارة. إن المواضيع المتداولة على صعيد المجامع والمنتديات والأسواق كلها تجمع وتدين هذا التشويه المقصود للمدينة وبقاء الشوارع والمسالك على حالها بعد الحفر المعيق للتنقل والسير والجولان. الجهة الشرقية من المدينة والتي تعتبر آهلة بالساكنة، بدأ بعض سكانها يبيعون المنازل، نتيجة بناء الممر الأرضي تمت السكة الحديدية، وهو مشروع فاشل أضر بالجميع وفسح لإدارة السكة الحديدية بتأمين مجالها، خصوصا بعد بناء ما يطلق عليه القصراويون «جدار العار» والذي لازال مكتوبا في واضحة النهار، شوارع تم ترصيفها بالزفت لم يمر على صيانتها إلا شهور حتى عرت السماء حقيقة إنجازها المغشوش، تسربت الشقوق، وغارت الأرض العميقة مخلفة آبارا مملوءة بالمياه غرق في بحرها المسنون والصغار، ورش بئيس بمجال المدينة وكأنها يتيمة ليس لها منتخبوها ! فمن يوقف هذا النزيف بمدينة القصر الكبير التي تئن وترزح تحت وطأة قساوة مسؤوليها وجهلهم بالشأن العام المحلي ومن خلال الآراء المستطلعة.. ! مطالبة الساكنة وبإجماع مكوناتها بزيارة ملكية لانتشالها من معاناتها... رفع معاناة تهريب عراقة معمار المدينة والحفاظ على أصالتها الضاربة في الجدور... ألوان الطلاء والتجيير المفروضة بقرار بلدي لا نلمس فيه أية جمالية... بل الأمر فقط يتعلق بألوان هوية مستوردة. «والفاهم يفهم» ! المطلوب ولكي يمر خيط الصدق إلى قلوب الساكنة «ربما» للاطمئنان على مصير مدينتهم أن تراقب أشغال المقاولين وهرولتهم. من طرف مهندسين وتقنيين لأن المسالة تتعلق بحماية المال العام. إيعاد الأقواس المشوهة للمجال وتدميرها، لأن لا جمالية تلمس في فضاء ساحة سيدي بو أحمد، حيث الأمل في إعادة هيكلة أسواره وكراسيه وفق ما خططه السابقون.. صبر أيوب هذا نلمسه لدى الساكنة، ولكن لسان حالهم يقول. اللهم أصرف عنا شياطين الجن والإنس والتي تريد تخريب ومسخ هوية هذه المدينة.