طفا مشكل جودة ونقاوة الماء الصالح للشرب مرة أخرى على سطح الشارع البيضاوي، وكثرت بشأنه التعاليق والاستفسارات التي لم تخل من تخوفات وريبة، التي عبر عنها ولايزال في مختلف «المحافل» الأسرية أو المهنية أو بالشارع العام، عدد من البيضاويات/البيضاويين وهم يعاينون الماء القادم عبر صنابير المياه الذي يستعملونه للشرب وفي كافة استعمالاتهم اليومية المرتبطة سواء بمجال التغذية أو النظافة، وقد تغير لونه وطعمه وتنبعث منه روائح كريهة. «شوائب» اعترت مياه أحياء بمقاطعة الحي الحسني وبياسمينة 2 وبعين السبع، واللائحة طويلة طول واختلاف أحياء وشوارع العاصمة الاقتصادية، والذي لم تجد الجهة المعنية المفوض لها تدبير قطاع الماء من جواب/تعليل للأمر سوى ربطه بالأمطار الأخيرة التي شهدتها الدارالبيضاء على غرار باقي مدن المملكة، مؤكدة أن سلامة وجودة المياه لم تمس وبأنها تخضع للمراقبة، غير أن ما ينبغي الإشارة إليه هو أن مشكل تغير لون المياه وطعمها وانبعاث رائحة مقززة منها ليس وليد اليوم، بل هو مشكل/أمرعكر صفو المواطنين والآباء والأبناء منذ مدة ليست بالقصيرة، فقد عاشت هذا الوضع المنازل كما المحلات التجارية والمعامل وحتى المؤسسات التعليمية التي كنا قد أشرنا إليها في حينه، ولم تكن آنذاك تهطل أية قطرات للمطر! جودة المياه «المفتقدة» اجتهدت في إبرازها وإظهار العيوب التي ترافق المياه عبر الصنابير عدة مؤسسات للقطاع الخاص التي بدأت تنتقل إلى المنازل والمؤسسات الخاصة لتكشف للمستهلك هاته الحقيقة، وهي التجربة التي تجعل من المواطن هدفا لها على اعتبار أن العملية ليست توعوية خالصة، وإنما تروج لمنتوج يقدم الماء النقي والمصفى، أخذا بعين الاعتبار أن العديد من المواطنين باتوا يتجهون مكرهين نحو قنينات الماء المعدني بعدما عاينوا غير ما مرة الحصى و«المعادن» المختلفة وهي تصب في كؤوسهم لمياه باتت، رغم هذه المشاكل، فاتوراتها ترعب المواطنين؟