تعتبر الطائفة الإنجيلية، إحدى الطوائف الأكثر نشاطا بالمغرب، والتي تكثف عملها التنظيمي بمدن مختلفة، وتلقى تجاوبا أكبر من طرف المغاربة بالمقارنة مع حركات أخرى كحركة «شهود يَهْوه « (Temoins de jehovah)، والكنيسة الكونية وحركة الخمسينيين وكنيسة ماري بيكير و «الرايلية» التي «تتصارع» كلها على المغرب في محاولة لخلق وحدات تنظيمية تابعة لها به بأكبر عدد ممكن من الأتباع! وتعود أسباب هذا الإقبال إلى «بساطة طقوسها التي لا تصدم كثيرا مخيال المسلمين». ويقول البعض إن تحركات أعضائها تتم بحرية ولا تلفت الانتباه كثيرا، نظرا لكونهم لا يحملون رمزا معينا يميزهم كمسيحيين بين السكان. و«تقوم الطائفة الإنجيلية على الوفاء الحرفي للإنجيل تفسيرا وسلوكا. كما تلتزم بكل ما يحث عليه النص بكل أجزائه التي تضم البشارات الأربع وسِفْر أعمال الرسل التي تضم تاريخ الكنيسة الأولى ثم مجموعة من رسائل رسل المسيح الى عدة كنائس، وسِفْر الرؤيا الذي من بين محتوياته العقدية رؤيا مستقبلية للمجيء الثاني للمسيح وصراعه مع المسيح الدجال». ويعتبر أعضاء الطائفة الإنجيلية أن الإيمان يكون بالنعمة والعمل. وفي هذه النقطة يختلفون مع حركة الخمسينيين التي تعتبر من الطوائف النشيطة داخل المغرب، والتي ترى أن الإيمان يكون بالنِّعْمةِ فقط. كل المعلومات المتعلقة بالحركة الإنجيلية و آليات اشتغالها التنظيمية وأساليب الاستقطاب وصيغ ارتباط الأعضاء بها، تؤكد أنها تتضمن خصائص «الطائفة» (Secte)، من محورية الزعيم والتحكم الذهني في الأتباع وعزلهم النفسي عن محيطهم ودفعهم الى اتخاذ موقف سلبي منه يصل الى حد العداء. يجتمع أعضاء هذه الحركة من الشباب المغاربة لممارسة العبادة في بعض المنازل. ويقيمون «العشاء الرباني» المصاحب للترانيم المسيحية أيام الآحاد، ويتم ذلك بواسطة المشاركة في الخبز والخمر كرمز لجسد المسيح ودمه، الذي قدمه فدية من أجل خلاص البشرية من الخطيئة! وفي هذا الطقس يستحضرون لحظة الصلب. ولا يشرعون في إقامته حسب شهادة أحد الأتباع إلا بعد تصفية المشاكل التي يمكن أن تكون بينهم والحسم فيها. وبسبب الإحراج الذي يسببه تناول الخمر مع المحيط الثقافي (الرائحة) لدى البعض وخاصة الإناث، يتم تعويضه بالماء الممزوج بمحلول أحمر (Sirop).. وغالبا ما يعقدون اجتماعاتهم في منازل يقيم بها أجانب..