حول المبشرون المغرب إلى هدف لحملاتهم التي تقرع لها كل كنائس العالم منذ سنة 2002 في سياق مشروع (Arise shine morocco)، حيث رصدوا-كدأبهم في كل سنة-حوالي مليارين (2) من السنتيمات من أجل بسط المسيحية بالمغرب، بالإضافة إلى الدعم الذي سيجمع من كل البقاع في العالم لإرساله إلى البعثات التي تنشط بالمغرب. والمغرب-وهذا ما يؤكده الملاحظون - بحكم موقعه الاستراتيجي وقربه من أوربا، وإجادة فئة واسعة من المغاربة للغات الأجنبية: الفرنسية والإسبانية والإنجليزية، الأمر الذي يسهل الاتصال بين الأجانب والسكان، إضافة الى مراهنته على السياحة واعتمادها كنشاط اقتصادي أساسي، كل هذا يؤدي الى تكثيف حركة السياح الأجانب بمجموع التراب المغربي واحتكاكهم المباشر والدائم بالمغاربة. هناك صراع محتدم بين عدة طوائف مسيحية حول المغرب التي تحاول كل واحدة منها، بوسائل مختلفة، أن تخلق أتباعا منضبطين لها، مثل (Campus crusade for christ) و (Service biblique au maroc) و ( Temoins de jehovah ) و (الكنيسة الكونية) و (حركة الخمسينيين) ثم (كنيسة ماري بيكير)..إلخ. كل هؤلاء يحاولون خلق وحدات تنظيمية تابعة لهم بأكبر عدد ممكن من الأتباع! وهم مدفوعون إما بدوافع عقائدية وإيمانية بغاية «إيصال رسالة الرب» -وهذا نادر-وإما بدوافع مادية نظرا للدعم السخي والحياة السهلة التي يتمتعون بها. والمبشرون بالمغرب، الذين ينشطون بقوة ب (الدارالبيضاء-مراكش-فاس- القنيطرة- الرباط- وجدة- طنجة) في غالبيتهم أمريكيون ولهم ارتباطات ب «سفارات» بلدهم. وهم يبررون تواجدهم داخل المغرب بأقنعة مختلفة ؛ فهم أصحاب مشاريع وهمية، أو صحافيون، أو كتاب، أو منشغلون بالترجمة، أو سائحون «استطابوا» العيش في المغرب، أو مخبرون يتصيدون ما يعتمل في العمق المغربي. وقد تمكنوا من إدخال - حسب ما نقلته بعض التقارير حوالي 45 ألف مغربي إلى المسيحية (والبقية تأتي..)، لأنهم اتخذوا من جزيزة «مالطة» معسكرا لتجنيد المتنصرين من المغاربة بغاية استعمالهم في نشر المسيحية بين مختلف الأوساط المغربية. وهم الآن يدربون سنويا مابين 30 و60 مغربيا تحت عنوان: (استيقظ واشرق يامغرب). أما هؤلاء المجندون فإنهم، في الأغلب الأعم لايتمتعون بمستوى تعليمي وثقافي ومهني مهم. ولذلك، فإنهم رغم الأموال المرصودة يظلون عاجزين عن اختراق عقيدة الإسلام الراسخة في المغرب، فيضطرون إلى استهداف الطبقات الواقعة تحت وطأة الوقت المغربي الذي لايرحم.