هي الحياةُ وحيدةٌ في الحياة. تجلس بجانبي ممتلئةَ بضجيج دمي، بجنون إيقاعي، بصخبي الوثني، مرآةٌ أبصر فيها فألمح وجها كف أن يكون وجهي، أعصرها نبيذا يملأ كؤوسَ مساءاتي، جنونا، غوايةً، وحين تفرغ مني، تمضي متعجلة صوب حيوات أخر، تنبجس في الأفق. هي الحياة... نجومٌ متلألئةٌ ما عادت تحتمل حزني... أرقي... انطفأت في عيني فنامت السماءُ في كفي. هي الحياة... أكتبها ببطء كي أمحوَها وأبددَها في أناي. جناحُ عنكبوت رفة فراشة تظللنا من الوهم. خطوط... تجاعيد... لاشيء... فراغ... أصونه بين يدي المطبقتين. هي الحياةُ... وأنا اثنان في واحد وصوت الله ثالثٌنا. هي الحياةُ... بحر الموج نزقها، الزبد شبقها، والمحارة كبرياؤها، نار تشتعل بالنار ولا حياة لجسد إلا بين ماء ونار. هي الحياةُ... جثتٌ تزهر في جسدي منتشيةً بخرائبي وانكساراتي وأنا الطريدةُ العليلةُ فريسةٌ للطيور الأوابد. ليتني الحاءُ كي ألوذَ بحماها، وأحترق في جبة الحلاج. تداهمني بسنان الألم، فأجند جمراتي كي تحرق كل مخترق. كأنٌها مثقلةٌ بقوة العناصر، تائهةٌ بين نقط شوارد، هي الحياةُ... عذوبةٌ تفزعني، لؤم يوقع بيني وبين غدي. سفر... بضوء الروح يبتهج، ادعها كي تحيا فيك وإليك ودع نداءك وهذا المنادى يضيعان في صدى هذا النداء.