بتنسيق مع نيابة التعليم ببنسليمان نظم المركز المغربي للتربية المدنية مؤخرا الملتقى الجهوي لتفعيل مبادرة الشراكة للتربية المدنية حيث عرفت الجلسة الافتتاحية التي تمت بقاعة الاجتماعات التابعة لنيابة التعليم حضور النواب البرلمانيين بالإقليم يتقدمهم أحمد الزايدي رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب وكذا بعض رؤساء الجماعات المحلية والأطر الإدارية والتربوية وممثلي أندية التربية المدنية بمختلف المؤسسات التعليمية بالإضافة إلى حضور وفد أمريكي في إطار الشراكة التي تجمعه بالمركز المغربي للتربية المدنية يضم أساتذة يمثلون مختلف الجامعات الأمريكية. ويأتي هذا الملتقى في إطار مساهمة المركز المذكور في أجرأة المخطط الاستعجالي ونقل مبادرة الشراكة للتربية المدنية من مستوى التصور إلى مستوى الممارسة للارتقاء بالأداء التربوي من خلال امتلاك الأجيال المتمدرسة الآليات الكفيلة لمواجهة التحديات. ويهدف الملتقى إلى إبراز أحدث الطرق لتدريس السلوك والتربية المدنية وخلق مناخ تعليمي تعلمي سليم تراعى فيه الشروط الموضوعية والذاتية للممارسة التربوية على نحو يساهم إيجابا في تسليح المتعلم بالقيم الديمقراطية التي تمكنه من المساهمة الفاعلة في بناء الحضارة الإنسانية. وقد أشادت مداخلات المسؤولين والشركاء بأهمية ودور الشراكة في تقاسم الخبرات و تبادل التجارب في مختلف المجالات وخاصة مجال التربية المدنية و ترسيخ قيم الديمقراطية والعدالة لدى المتعلمين لبناء مجتمعات ترتكز على أسس الحقوق والواجبات. كما تميز اللقاء الافتتاحي بتكريم مجموعة من الأطر التربوية و الإدارية التي أحيلت على التقاعد مؤخرا من طرف نيابة التعليم وبمساهمة فرع جمعية تنمية التعاون المدرسي وفرع جمعية الأعمال الاجتماعية وقد تواصلت الأشغال بتوزيع المشاركين في الملتقى في إطار العمل بالورشات بمركز تكوين الأساتذة حيث حدد المشرفون ورشتين الأولى حول موضوع أسس الديمقراطية وهو موجه لتلاميذ الأقسام النهائية من سلك التعليم الابتدائي (4،5 و6) في حين ارتكزت الورشة الثانية على مبادرة الشراكة للتربية المدنية شارك فيها أساتذة الإعدادي والثانوي و هي موجهة لتلاميذ الإعدادي والجذوع المشتركة والباكالوريا. أما المشروع الثالث للمركز المغربي للتربية المدنية فيهم تعليم اللغة الإنجليزية لفائدة الأطفال المعوزين لمدة سنتين انطلاقا من شهر مارس المقبل و سيستفيد منه 30 تلميذا من سن 14 إلى 16 سنة الذين يتابعون دراساتهم بمختلف المؤسسات التربوية بالإقليم. و على هامش هذا الملتقى أشار رئيس المركز المغربي للتربية المدنية في تصريح ل»الاتحاد الاشتراكي« إلى أن المسؤولين بالمركز يسعون إلى تبني مقاربات ديداكتيكية وبيداغوجية جديدة تهدف إلى إدماج التربية المدنية في مرحلة التعليم الثانوي الإعدادي وذلك عبر تنظيم أيام دراسية وورشات عمل لتكوين المكونين وعقد ندوات و دورات تدريبية لفائدة أساتذة التعليم الثانوي وطلبة وأساتذة مراكز التكوين الذين يشتغلون على مشروع المواطنة وكذا وضع صيغ ملائمة لمواكبة وتقويم مختلف الأنشطة الخاصة بتنمية السلوك المدني وتتبع الأثر الحاصل في ملامح الحياة المدرسية ورصد التغيير المستمر للعادات والقيم اللامدنية في سلوك المتعلمين وتكييف استعداداتهم لتقبل مبادئ قيمية جديدة وترسيخ ثقافة السلوك المدني لديهم حيث إن عملية التغيير الاجتماعي يضيف رئيس المركز تستوجب إعادة التفكير في وظائف المدرسة من زاوية ترسيخ قيم التربية المدنية التي تضمن حقوق الأفراد وتعلو من شأن كرامتهم. وقد استحسن جميع المشاركين هذا الملتقى و هذه المبادرة التكوينية الهادفة التي تنم عن العمل التشاركي النبيل والتنسيق المتميز بين نيابة التعليم ببنسليمان والمركز المشار إليه.