تعيش عين بني مطهر على تناقضات عديدة جعلت منها مدينة أشباح على عدة مستويات، جمعت بين السياسي الجمعوي الاقتصادي والرياضي، مجالات تحولت من ممارسات يومية ملتصقة بهموم المواطنين وانشغالاتهم إلى وسيلة مناسباتية لتحقيق مصالح ذاتية ضيقة، لاتستجيب لطموحات وانتظارات ساكنة المدينة التي تتطلع الى مستقبل افضل يواكب التحولات السياسية التي نعيشها البلاد، وتساير كل المبادرات التشاركية التي أطلقها جلالة الملك، والتي تستهدف في فلسفتها شرائح متعددة من المواطنين عبر مبادرات واقعية حقيقية جريئة ممتدة لسنوات عدة، وعبر مختلف الربوع. لاشك أن طموح أبناء عين بني مطهر هو العمل على إعادة الاعتبار لهذه المدينة الزاخرة بكل المقومات الطبيعية و البشرية التي تجعل منها مدينة لن تكون بالضرورة « فاضلة» و لكن على الأقل مدينة تنأى عن كل التحالفات المصلحية التي أضاعت عنها العديد من المحطات المهمة في المسيرة التنموية بعيدا عن الشوائب والممارسات الضيقة التي تنبني على الانتفاعية والانتماء القبلي الذي أساء و بشكل كبير للتاريخ النضالي والسياسي للمدينة. الأكيد أن هذا ليس بالمستحيل ولا بالصعب على اعتبار أن ما يوحد سكان عين بني مطهر ويجتمعون حوله ويعملون لأجله هو حاضر و مستقبل مدينتهم ، فلا الأحزاب السياسية استطاعت أن تخرج من تقوقعها و محدودية فعاليتها وتتخلص من عملها الموسمي المرتبط أساسا بالاستحقاقات البرلمانية والجماعية التي تبقى حصيلتها ضعيفة الى حد كبير، ولا الجمعيات تمكنت من ملء الفراغ الذي تركته هذه الاحزاب، فالمسؤولية اليوم مشتركة بين كل الفاعلين السياسيين والجمعويين، وتقتضي من الجميع التعبئة من أجل الخروج من هذا الوضع الذي تعيشه عين بني مطهر، التي تستحق من الجميع التفاتة حقيقية تتخطى كل الاعتبارات التي مهما بلغت درجتها فإنها لن تكون بأي حال من الأحوال في صالح المدينة التي تستصرخنا اليوم و بكل صوتها: كفى؟.