مرة أخرى ينهار جزء من الذاكرة التاريخية والحضارية لمدينة آسفي ، يوم السبت الماضي سقطت الواجهة البحرية لأحد أبراج قصر البحر بعد صمود طال خمسة قرون، عنف و قوة أمواج البحر لمدة عقود أدت إلى تآكل أسسه و انهيار جزء من واجهته المطلة على البحر و ظهور مغارات جديدة ينذر بالأسوأ في كل وقت وحين... قصر البحر بآسفي الذي يشكل معلمة تاريخية و جزاء غنيا من التراث المعماري الفريد ببلادنا ، يعتبر عينة فريدة من البناء العسكري المانويلي تم تشييده من طرف البرتغاليين سنة 1507 ، و هو مرتب ضمن الآثار التاريخية بمقتضى ظهير شريف صادر بالجريدة الرسمية يوم 7 نونبر 1922. تتميز بنايته بطبيعتها الهندسية ، فهي مربعة الشكل و مدعمة بأسوار و أبراج دائرية و مربعة ، كانت تنتصب فوقها إلى عهد قريب مدافع برتغالية و هولندية . و لقيمته التاريخية فقد تم توظيفه و لسنوات كمعلمة سياحية بآسفي لها قيمتها الرمزية والحضارية الرفيعة . الانهيارات المتتالية التي يعرفها قصر البحر لم توقظ في الساهرين على الشأن المحلي ذرة إحساس بما ينفلت منا من موروث حضاري هو جزء من الذاكرة التاريخية المضيئة لحاضرة المحيط آسفي ، إهمال جعل هذه المعلمة تعيش يتما حقيقا حد اليأس على نقيض مدن تاريخية بمغربنا الجميل.. أصيلة ، أزمور ، الجديدة والصويرة ومدن أخرى وجدت بها الأيادي البيضاء والحس الإنساني الرفيع المشفع بالقيمة الثقافية والروحية لموروثنا التاريخي والحضاري التي تزخر به هذه المعالم الأثرية ، موروث شكل رافعة قوية للتنمية المحلية ووجها مشرقا للتسويق الثقافي ببلادنا ..أما بآسفي قد يكون البحر أرحم من تنكر ممثلي المدينة للهوية والتاريخ والحضارة ؟!