في واد زم ترعرع قبل أن يقوده الزمن إلى الاستقرار بالجديدة. ومن الفضاءين معا اغترف الدارجة الأصيلة المنغرسة في نبل البداوة. وهي اللسان الذي وظفه عبد النبي بنبيگة لكتابة قصائد ديوانه الزجلي الصادر تحت عنوان «»الحِيمَرْ»، والعنوان هذا ليس سوى اسم والد الزجال الذي اختار كذلك تزيين الغلاف بصورة الأب. لا يحتفي الديوان الزجلي بذاكرة الوالد فحسب، عبلا العنوان وصورة الغلاف وقصيدة مخصصة له، بل أيضا وأساسا، بالكثير من ألفاظ الدارجة المهددة بالانقراض، ومنها أسماء بعض الحيوانات والنباتات، مثلما لا تخلو الأضمومة من نقد الأوضاع الاجتماعية والسياسية. ومن أجواء هذا الإصدار الجديد نقرأ: «دوز ساعتك يا گلبي دوز/ في لغدايد والهم/ حتى تصبح شي نهار/ ميت جيفة مكنزز/ ما حفرت ساس/ ما بنيتي دار/ بيرك وكح وماه خزز...»