لا شك في أن قساوة سوء الأحوال الجوية التي عرفتها جل أرجاء البلاد هذا الموسم حيث غزارة الأمطار وطول مدة استرسالها مرفوقة بسرعة الرياح وتساقطات ثلجية ببعض المناطق فاقت كل التوقعات، كما أن آثارها الجانبية لم تكن في الحسبان، إذ يمكن اعتبارها مهولة إلى حد كبير تعلق الأمر بالخسائر البشرية من خلال عدد الأرواح التي جرفتها السيول ومياه الأودية أو لقيت حتفها تحت الأنقاض أو تعلق بالخسائر الاقتصادية والاجتماعية ، من خلال ما أصاب من تلف المزروعات الفلاحية والطرقات والقناطر والبنية التحتية والدور السكنية .لكن مهما بلغت درجة قساوة الطبيعة والأحوال الجوية وما نجم عنها من أضرار بليغة يستحيل التعويض عنها ،كما يصعب تجاوز مخلفاتها على المدى القصير ، يبقى أن قساوة المعاملة والتعامل أشد مضاضة وأبلغ أثر في نفوس المتضررين الذين لم تشملهم لا التفاتة الإعلام البصري رغم أن الجميع يؤدي فاتورته ولا الالتفاتة المادية ولا حتى المعنوية ومن ضمنهم ساكنة منطقة أسكاون التابعة لإقليم تارودانت التي تعاني من قساوة مزدوجة من جهة هول الأضرار التي لحقت بها حيث انهيار الدور السكنية بالعشرات شملت جل الدواوير ولم يسلم منها إلا البعض أو ما لحق من تلف بالمزروعات الفلاحية والبنية التحتية من مسالك وطرقات وقناطر أنجزت في غالبيتها بمجهودات ذاتية , ومن جهة أخرى قساوة مؤسسات السلطات الإدارية والمؤسسات المنتخبة التي فضلت كعادتها موقف المتفرج اللامعني عوضا ًعن تحملها لمسؤولياتها في المصاحبة والمؤازرة وتقديم العون والمساعدة للتخفيف من هول ما أصاب المتضررين في الوقت التي تشهد فيه كل الجهات والمناطق المتضررة التفاتات معنوية ومادية وإن كانت رمزية بالإضافة إلى المصاحبة الإعلامية إلا منطقة أسكاون التي مورس في حقها كالعادة وعلى مدى عقود من الزمن الإقصاء المزمن الممنهج في أقصى تجلياته ،حيث عدم الاستفادة من برنامج فك العزلة عن العالم القروي ومن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومن بنية تحتية ولو في حدودها الدنيا، ما جعلها منطقة في شكل جزيرة تجتر المعاناة أُريد لها أن تتخلف عن الركب تنتظر الخلاص إلى حين.