عرفت العديد من أقاليم ومدن المملكة نهاية الأسبوع أمطارا غزيرة كان لها وقع ايجابي على النشاط الفلاحي، والفرشات المائية وحقينة السدود، وقد رافقت هذه الأمطار رياح قوية فاقت سرعتها في بعض المناطق 80 كيلو مترا في الساعة كما تنبأت بذلك النشرة الانذارية لمديرية الأرصاد الجوية بالدار البيضاء. والصورتان المرفقتان توضحان بشكل جلي مخلفات الرياح القياسية التي عرفتها أحياء بمدينة سلا وخاصة منها حي السلام، حيث عاش سكان «قطاع 11» ليلة غير عادية وهلعا كبيرا بعد هبوب ريح قوية ليلة السبت في حدود الثالثة صباحا في وقت وجيز لم يتعد الخمس دقائق، تسببت في اقتلاع الأشجار من جذورها لتتساقط على السيارات التي كانت متوقفة في الشارع وجوار المنازل، وعلى الأسلاك الكهربائية إذ انقطع التيار الكهربائي إلى غاية الساعة الثالثة زوالا. كما أدت هذه الرياح القوية إلى تطاير العديد من الصحون الهوائية والمتلاشيات التي كان يضعها السكان في السطوح وهي عبارة عن قطع من الحديد والخشب والأحجار وسقوف بنايات إضافية مخصصة لأغراض منزلية. وهكذا تحولت (براكات) الشوارع بهذا القطاع من حي السلام إلى دمار حقيقي لم يعهده السكان سابقا. ومنذ الساعات الأولى ليوم السبت تجند العشرات من عمال الجماعة الحضرية لإزاحة الأشجار من على الطريق لعودة حركة المرور إلى حالتها العادية، بالاضافة إلى عمال شركة «ريضال» الذين قاموا بإصلاح الأعطاب الكهربائية. ويقول أحد سكان الحي في تصريح لجريدة «العلم» ان الألطاف الالاهية كانت رحيمة بسكان هذا الحي اذ لو حصلت هذه الرياح نهارا لخلفت خسائر في الأرواح لأن الشارع الذي وقعت به هذه الكارثة الطبيعية يعرف حركة دائبة طيلة النهار لوجود سوق غير منظم لبيع الخضر والفواكه ووجود مدرسة ابتدائية ومقر استخلاص قوانين الماء والكهرباء بشركة ريضال. وأضاف هذا المواطن ان الكثير من جيرانه خرجوا بعد هدوء الرياح من منازلهم معتقدين ان زلزالا قويا سيضرب المنطقة بعد ذلك، فيما البعض قال بان الأمر ربما يتلوه «تسونامي» لحدوث زلزال بالمحيط الأطلسي. ومن جهة أخرى غمرت المياه عدة أحياء بمدن مغربية في الرباط، والبيضاء حيث تعطلت حركة السير، وخلفت من حسن الحظ خسائر مادية طفيفة كما حوصرت بعض القرى في الأطلس بالسيول، وبعض المناطق في الجنوب المغربي. وتتوقع مصالح الأرصاد الجوية حسب تصريح لمحمد بلعوشي المسؤول بمدير الأرصاد الوطنية استمرار الجو غير المستقر في الأيام القليلة القادمة، اذ سيستمر الجو الماطر بمعظم أرجاء المغرب على شكل زخات قوية محليا بالمناطق الغربية، ستأخذ طابعا عاصفيا في المرتفعات، مع احتمال تسجيل تساقطات ثلجية فوق المرتفعات التي يفوق علوها ألف متر، وينتظر أن تستمر الأجواء غير المستقرة من يومه الاثنين إلى غاية الجمعة المقبلة.