أرخت الظرفية الإقتصادية الصعبة بظلالها على حجم الاستثمارات في العاصمة الاقتصادية للمملكة ، حيث تراجع حجم الاستثمارات في جهة الدارالبيضاء الكبرى بحوالي 37 في المائة مقارنة مع 2008، و لم تتجاوز قيمتها في المجموع 19 مليار درهم. وقد عزا المركز الجهوي للاستثمار بجهة الدارالبيضاء الكبرى ، هذا التراجع إلى الطبيعة الاستثنائية لعدد المشاريع الهيكلية التي سبق إطلاقها بالجهة خلال العامين السابقين 2007 و2008، كما هو الشأن بالنسبة لمحطة كازا نيرشور، ومارينا الدارالبيضاء والمركز التجاري العملاق «مروكو مول» و «مغرب ستيل». وسجلت الاستثمارات في الدارالبيضاء سنة 2009 عددا من المشاريع بلغت في المجموع 119 مشروعا، مكنت من خلق 50 ألف منصب شغل، وكانت سنة 2008 قد شهدت إطلاق 181 مشروعا، أي بتراجع بلغ معدله 34 في المائة. واحتل القطاع العقاري والأنشطة التابعة له، كما هو الشأن في السنوات السابقة، المرتبة الأولى بين القطاعات الأكثر جذبا للاستثمار، حيث امتص بمفرده نسبة 72 في المائة من مجموع الاستثمارات، بغلاف إجمالي ناهز 13 مليار درهم، كما كان العقار هو المشغل الأكبر لليد العاملة، إذ ساهم في خلق 47388 منصب شغل، متبوعا بالقطاع الصناعي بنسبة 18 في المائة (17 في المائة سنة 2008)، والذي خلق بدوره 1687 منصب شغل، فقطاع الخدمات الذي ساهم في تشغيل 1673 من اليد العاملة، وأخيرا القطاع السياحي الذي لم تتجاوز نسبته 4 في المائة، بعدما كان يستحوذ على 45 في المائة سنة 2008. إذ لم يشغل هذه السنة سوى 537 منصب شغل.