سجلت الاستثمارات في جهة الدارالبيضاء الكبرى، سنة 2009، تراجعا ملحوظا، إذ لم تتعد سقف 19 مليار درهم، في ظل مناخ عالمي اتسم بتداعيات الأزمة الاقتصادية، رغم أن الجهةحميد بلفضيل رئيس المركز الجهوي للاستثمار حسب المركز الجهوي للاستثمار لجهة الدارالبيضاء الكبرى، ما زالت تحافظ على تدفق مهم نسبيا، للاستثمارات من خلال المشاريع، التي انطلقت قبل الأزمة، وكذا الجهود الترويجية لسنوات 2008 والسنة الماضية، وللمحافظة على موقع الدارالبيضاء الكبرى كقبلة للاستثمار، في ظل مناخ اتسم بانتعاش محتشم، أصبح من الضروري، حسب المركز الجهوي، إعطاء رؤيا واضحة في مسالك الاستثمار عبر عروض ترابية قطاعية مندمجة، إضافة إلى مجهود كبير في مجال الترويج والدعاية. وقدم المركز الجهوي للاستثمار لجهة الدارالبيضاء الكبرى، الثلاثاء الماضي، حصيلة إنجازاته في السنة الماضية، وعرض أنشطته وإسهاماته في مجال الاستثمار وإنشاء المقاولات، وذكر بالمشاريع الاستراتيجية المنجزة أو التي في طور الإنجاز، ولإلقاء نظرة على حصيلة الأداء العام للمركز منذ إنشائه. وعرفت السنة الماضية، انخفاضا في عدد المشاريع الاستثمارية، التي حظيت بموافقة المركز، بالمقارنة مع السنة قبل الماضية، إذ بلغ عدد المشاريع المنجزة السنة الماضية 119 مشروعا، مقابل 181 مشروعا في سنة 2008، بانخفاض وصلت نسبته إلى 34 في المائة، وعرف حجم الاستثمارات تدنيا لم يتعد 19 مليار درهم، ويبقى هذا الانخفاض نسبيا مقارنة مع الإنجازات الاستثنائية لسنتي 2007 و2008، إذ شهدت هذه السنوات انطلاق الأوراش الكبرى كما هو الحال لمشروع الدارالبيضاء "نيرشور بارك"، ومشروع مارينا البيضاء و"موروكومول" و"مغرب للصلب". وستمكن المشاريع الموافق عليها في السنة الماضية، من خلق أزيد من خمسين ألف منصب شغل، مسجلة بذلك ارتفاعا قدره 28 في المائة مقارنة مع 2008، ويتصدر العقار القطاعات الموفرة لمناصب الشغل ب47 ألفا و388 منصبا، يليه قطاع الصناعة بألف و687 منصبا وقطاع الخدمات بألف و673 وأخيرا السياحة ب537 منصبا. وتنسجم هذه التوجهات مع النتائج المحصل عليها منذ افتتاح المركز الجهوي للإستثمار، ومنذ سنة 2003 استقطبت جهة الدارالبيضاء الكبرى، ما يناهز 120 مليار درهم، من الاستثمارات تتوزع بين العقار 36 في المائة والسياحة 28 في المائة والصناعة 18 في المائة والخدمات 12 في المائة. وجاءت هذه الإنجازات كثمرة لاستراتيجية التنمية الاقتصادية، التي جرى إعدادها بمساهمة جميع الفاعلين العموميين منهم والخواص، تمخض عنها عروض ترابية قطاعية مندمجة، لأجل تنوير الطريق للمستثمرين، وهي ضرورية لاتخاذ القرار في مجال الاستثمار. وجرى إعداد أزيد من 14 عرضا ترابيا (مناطق مخصصة، تكوين تحفيزية)، جرى تسويقه استجابة لحاجيات المستثمرين في القطاعات الواعدة بالجهة، وعروض إضافية متعلقة بقطاعات أخرى، ذات آفاق واعدة بالجهة يجري تدارسها لإغناء فرص الاستثمار في الدارالبيضاء الكبرى. وأنشئت خمسة آلاف و866 مقاولة في 2008، وشكلت الشركات ذات المسؤولية المحدودة غالبية الشركات المنشئة عن طريق المركز، واستقطب قطاع الخدمات ما يناهز نصف الشركات المنشئة حديثا فيما تبقى 82 في المائة، من الشركات الجديدة مسيرة من قبل مستثمرين ذكور، وانخرط المركز الجهوي للاستثمار في دينامية التحسن المستثمر لخدماته، الذي توجت في سنة 2007 لحصوله على شهادة الجودة "إزو 9001 نسخة 2000"، مكن من تقليص معدل إنشاء المقاولة إلى 3.2 يوما، كما مكن نظام أخذ المواعيد عبر البوابة الإلكترونية للمركز من تحسين ظروف استقبال الزبناء.