تحل نهاية هذا الشهر ، الذكرى الخمسون لفاجعة زلزال أكدير، و هي فاجعة بكل المقاييس رغم مرور نصف قرن على حدوثها و رغم حملة الإعمار التي جعلت المدينة تنهض قوية البنيات حديثة العمارات ، إلا أن الوقوف عندها اليوم و إقامة المعارض للمقارنة بين المدينة المنكوبة التي كانت و المدينة المزدهرة التي أصبحت ليس «احتفالا بالكارثة» كما يظن بعض صغار الجهلة بل هو احتفال بالحياة و بمقاومة الخراب المغرب كغيره من الدول تعرض لسلسلة من الزلازل، وهي من أخطر الكوارث الطبيعية. كان أخطرها زلزال مدينة أكادير يوم 29 فبراير 1960 ، التي كانت هزة أرضية قوية خلفت ما يزيد عن 12000 من القتلى وآلاف الجرحى، ثم زلزال مدينة الحسيمة يوم 24 فبراير 2004 ، الذي يعتبر أخطر زلزال بعد أكادير. الذي أدى إلى سقوط أزيد من 628 قتيلا و926 مصابا بجروح بليغة وأزيد من 15230 بدون مأوى ، و زلزال 28 فبراير 1969 الذي ضرب مجموع البلاد و خلف عشرات القتلى و العديد من الجرحى. و تعود أسباب تلك الزلازل لوجود المغرب في منطقة عدم استقرار زلزالية لانتمائه إلى حوض البحر الابيض المتوسط الذي عرف زلازل قوية خلال التاريخ وإلى منطقة تتأثر بالدرع الأطلسي. وكانت هذه الزلازل قد خلفت أضرارا بشرية ومادية في كل من أكاديروالحسيمة ، و تسببت في خراب جسيم، وإلحاق أضرار بليغة بالأرواح و المنشآت خلال مدة وجيزة. نعود إلى زلزال أكادير الذي وقع في مثل هذا اليوم منذ نصف قرن حيث تعرضت المدينة لزلزال عنيف ، حطم معظم مبانيها وأفنى الكثير من سكانها . كانت فاجعة وطنية لامثيل لها في تاريخ المغرب أنذاك. وقعت هذه الكارثة الوطنية في منتصف ليلة يوم الإثنين 29 فبراير1960 موافق 2 رمضان 1379، عندما كان سكان المدينة نائمين ، ففي الساعة الحادية عشر و45 دقيقة سمع دوي واهتزاز ثم تلاه دوي عنيف صم الأذان وقبل أن يستيقظ السكان من نومهم ، انقطع التيار الكهربائي وعم الظلام على المدينة وبدأت العمارات تنهار على جوانب الطريق الواحدة تلو الأخرى ، ثم انطلقت الأصوات المستغيثة وهم يهرولون في الطرقات المكتظة بالردم والأنقاض. من بين الضحايا كان المقاوم البشير الطيب شجاعدين المزداد سنة 1917 بأولاد سعيد ، أحد المسيرين لخلايا حزب الإستقلال ، الذي حوكم في عهد الإستعمار، وبعد الاستقلال عين قاضيا بمدينة أكادير، ثم نائبا لوكيل الملك . وحسب الأخبار التي كانت تقدم صباح يوم الثلاثاء فاتح مارس 1960 فإن نسبة البنايات التي انهارت تبلغ 90 في المائة وأن ثلاثة أرباع بنايات المدينة قد تحطمت وآلاف من الموتى والجرحى والمشردين وأن من تبقى في المدينة يعيش بلا ماء ولاكهرباء ولامواصلات تلفونية. زلزال مدينة أكادير كان مهولا قضى على جميع معالم الحياة في المدينة، تسبب في خسائر جسيمة في الأرواح والبنايات. فأصبحت تلك المدينة الجميلة خرابا على خراب ، لم يبق فيها من سكانها سوى جثت تحت الأنقاض ، والبعض الآخر الذي نجا من موت محقق . بعد أربعة أيام من إنقاذ ما بقي من الأحياء تحت الأنقاض صدرت الأوامر بهدم كل ما تبقى في المدينة من بنايات وتنقيتها لاعادة بناء المدينة من جديد