اذا كنت في زيارة لمدينة دبدو باقليم تاوريرت فاحذر شرب الشاي «أتاي» فإنه قد صدر أمر بلدي يمنع على المواطنين شرب الشاي تحت طائلة العقاب. إياك أن تطلب من أحدهم كأس شاي منعنع فهو ممنوع منعا كليا، فمجرد توفرك في محلك على علبة شاي صيني أخضر أو أسود، سيحول حياتك الى سواد في سواد وقد تتعرض للمضايقات وربما للاستنطاق اذا منيت النفس بالاستماع إلى أغنية «ألكاس حلو» للحاجة الحمداوية فقد يعتبرها المشرع بهذه البلدة استفزازا واستهتارا بالقانون، فحلاوة الكأس بهده المدينة الجميلة تحولت الى مرارة بعد أن ابتدع أحدهم قرارا يمنع شرب الشاي في المحلات التجارية البسيطة، وعلى من يرغب في دلك أن يتوجه الى مكان واحد فقط حيث تم تجميع الكؤوس لتجميع الأموال. إنها حقيقة بحسب رواية أبناء المدينة، لربما سيتطور الأمر ليشمل كذلك وجبات الأكل ومن يدري قد يتم توسيع لائحة الممنوعات لتشمل أيضا الماء..! أتخيل كيف تتحرك الأعين بحثا عن كل من خرق قرار المنع، وكيف سيتم إحداث خلية أزمة أتاي، تتوصل بالتقارير المفصلة عن كل من سولت له نفسه التلذذ بحلاوة الشاي خارج المكان الذي خصصه المشرع له، أتخيل نص الحوار الدائر بينهم عبر اللاسلكي «ج1 ل ج5، حَوٌِلْ» «ج5 ل ج1 أنا في عين المكان أراقب المبحوث عنه حَوٌِلْ» « ج1 ل ج5 ماهي الأجواء عندك حَوٌِلْ» «ج5 ل ج1 عناصر الجريمة متوفرة: صينية، مقراش وبراد وكيسان حَوٌِلْ» « ج1 ل ج5 لاتتحرك حتى يتم إخراج دليل الإتباث حَوٌِلْ» « ج5 ل ج1 لقد تم إخراج علبة شاي أخضر صيني الصنع من فئة ربع كيلوا ونحن نتحرك لضبط المتهمين متلبسين، المهمة أنجزت بنجاح حَوٌِلْ» «ج1 ل ج5 تبارك الله عليكم جيبوهم ليا انتهى» هي اجتهادات أصحاب الحال ممن يرغبون في تحقيق ربح مادي سريع وقطع أرزاق الآخرين، انه الشطط في استعمال السلطة تحت أنظار السلطة ولامجال للحديث عن تدخل من جانبها لإعادة الاعتبار للساكنة وقطع الطريق على هولاء الذين يعتبرون أنفسهم فوق القانون ويعتبرون الساكنة مجرد قطيع يستحق الاحترام مدة شهر كل ست سنوات...! من يدري قد يكون المشرع المحلي هنا قد استثنى السلطة ورجالاتها من قرار منع شريب أتاي وبالتالي يكون الامتياز مبررا للسكوت..