اعتبر جان دانييل، الكاتب والصحفي الفرنسي الكبير، مؤسس مجلة «لونوفيل اوبسيرفاتور»، أن القدرة على الكتابة مسألة مهمة «فما يشكل عبئا يصبح راحة، وما يشكل عائقا يصبح فرحا فليس هناك حدود وسأظل شغوفابالكتابة ما دمت حيا ومحتفظا بقواي». وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش الدورة ال 16 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، قال هذا الكاتب الفرنسي المخضرم، الذي يحتفل هذه السنة بعيد ميلاده التسعين: «كنت صغير السن عندما قال لي أحد أساتذتي لا تبحث عن شيء آخر فمصيرك أن تكتب». وبالنسبة إليه فالكتابة أمر طبيعي، «أكتب حيثما وجدت. وهذا يمكن أن يكون أمرا جيدا أوسيئا أو غير منتظم لكنني أجده أمرا طبيعيا». يضيف الصحافي الفرنسي بصوت أرهقته السنون، مقرا بأنه يعاني كثيرا من أجل كتابة مؤلفاته. واعتبر أن إنتاج الكتاب المغاربة خاصة منهم الذين يكتبون باللغة الفرنسية غني جدا، معربا عن إعجابه بكتاب «الماضي البسيط» لإدريس الشرايبي. وقال جان دانييل «إنه كتاب مهم من حيث هو وما يعلنه وما يعد به .. وأنا متأكد أنه أثر على عدد كبير من المغاربة»، مضيفا أن هناك عددا كبيرا من الكتاب استوحوا كتاباتهم مباشرة من إدريس الشرايبي الرائد. ووصف جان دانييل، الوجه البارز في المشهدين الإعلامي والثقافي وصاحب المؤلفات العديدة، المعرض الدولي للنشر والكتاب في طبعته ال 16 (12 -21 فبراير) بكونه «مبهرا». ويعتبر كتابه الأخير «لي ميان» (أهلي) الصادر عن دار النشر كراسي 2009 والذي يتتبع فيه مسار43 علما ثقافيا راحلا (أندري مالرو، جان بول سارتر، ميشيل فوكو، رولان بارث، جاك ديريدا، فرانسواز ساغان ...)، وسيلة لتجميع عدد من الذكريات و«نوع من الامتنان للصداقات التي عاشها على مدى حياته المديدة من خلال استرجاع أجمل التجارب وأفظعها أيضا (حروب، ثورات ووفيات ...)». وبالنسبة لمؤلف «شموس الخريف» (غراسي2000 )، فإن أجمل الأشياء هي الصداقات الكبيرة. حيث يقول «نحن جميعا نتاج أشخاص أحببناهم وأعجبنا بهم». وفي كتابه «أهلي» تحتل والدته موقعا محوريا. ويضيف دانييل «بعد مرور الزمن، أكن لهذه المرأة البسيطة جدا إعجابا كبيرا. فقد كانت تجد صعوبة في القراءة لكنها أجبرت نفسها على قراءة كتاباتي». يشار الى أن جان دانييل، الذي درس الفلسفة بجامعة السوربون بباريس، أسس سنة 1947 مجلة «كاليبان» الثقافية التي كان يشرف عليها الأديب ألبير كامي. وبعد تجربة صحفية في مجلة «ليكسبريس» أسس في 1964 أسبوعية «لونوفيل أبسيرفاتور» فضلا عن تعاونه المنتظم مع جريدتي «لا ريبوبليكا» بروما و«إل باييس» بمدريد. وقد أصدر دانييل كتابات أدبية وسياسية وحوارات من بينها بالخصوص «الصديق الإنجليزي» وهي مجموعة قصصية صدرت في1994 عن دار غراسي، وحصلت على جائزةالبير كامي. و«مع الزمن دفاتر1970 -1998 » التي حازت على جائزتي المتوسط و«ميموريال». ويعد جان دانييل الكاتب الفرنسي الوحيد الذي حصل على الجائزة الكبرى لأمير أستورياس.