ت. س. إليوت حين يكون اليوم القصير على أشده فى لمعان الصقيع والنار. والشمس المختزلة تلهب الجليد على البرك والنقر، فى برد لاريح فيه هو حرارة القلب، عاكسا فى مرآة مائية؛ ومضة كالعمى فى الأصيل المبكر، وتألق أكثر تركيزا من وهج الفروع أو أشد، يحرك الروح الخرساء؛ لاريح بل لهيب العنصرة، يرتعد غمد الروح فى أوقات الظلام من العام، بين الانصهار والتجمد، حيث لارائحة للأرض ولا رائحة للأشياء الحية، هذا زمن الربيع؛ ولكن ليس فى حدود الزمن. الخميلة الآن تبض ساعة ببراعم فانية من الجليد، لاهى تزهر ولاهى تذبل، وليست من النوع المتكاثر. أين الصيف؛ صيف ماقبل البداية؛ الذى لايصل اليه خيال. إذا أتيت من هذا الطريق، متخذا الدرب الذى قد تتخذه، من المكان الذى نشأت فيه؛ إذا أتيت من هذا الطريق فى مايو فسوف تجد الخمائل بيضاء مرة أخرى، مايو ذا الحلاوة الآسرة. وسوف تكون نهاية الرحلة هى ذاتها إذا أتيت ليلا كملك منكسر، أو إذا أتيت نهارا لاتدرى ماأتيت له؛ فسوف تجد نفس الشئ حين تترك الطريق الوعر، وتدلف وراء حظيرة الخنازير الى الواجهة الكئيبة، وشاهد القبر وما ظننت ماله أتيت؛ ليس سوى قوقعة وقشرة للمعنى، تفقس عن المعنى فقط حين يتحقق لو أنه تحقق أبدا، فإما أن يكون لك هدف؛ أو أن الهدف أبعد من النهاية التى كنت تتصور، وقد تغير.