قوة التساقطات الأخيرة تمكنت من إخراج واد بهت عن سريره بمنطقة سيدي سليمان ومحيطها. و تسببت في اجتياح المياه للأراضي الفلاحية بالمنطقة، كما داهمت المياه المنازل في مجموعة من الأحياء بالمدينة. أما مدينة تازة فقد عرفت ليلة الخميس الجمعة الماضية هبوب رياح هوجاء بلغ مداها حوالي مئة كيلومتر في الساعة و هو ما لم تشهد له المدينة مثيلا ، مماجعل الساكنة تشعر بالخوف والهلع . تسببت التساقطات الأخيرة في إخراج واد بهت من سريره بمنطقة سيدي سليمان ومحيطها. و تسببت قوة الحمولة المائية في اجتياح المياه للأراضي الفلاحية على طول المنخفض الذي يربط بين سيدي سليمان وجماعة القصيبية وكذا منطقة المكرن، كما داهمت المياه المنازل في مجموعة من الأحياء بالمدينة. بعد قيامنا بجولة تفقدية لأحوال الساكنة في المناطق المهددة بالمدينة ومحيطها، لاحظنا أن المنازل المهددة في حي أولاد الغازي قد بنيت على ضفاف النهر أي في منطقة غير صالحة للسكن. وأغلب هذه المنازل مبنية بمواد البناء الصلبة (الإسمنت، الآجور، الحديد )، كما أن هناك منازل مبنية بالطين. ولاحظنا كذلك أن مجموعة من المساكن قد تم هدمها لأن أصحابها استفادوا من البقع الأرضية ومن دعم الدولة في فيضانات السنة الماضية. ولاحظنا كذلك مجموعة من الأسر تقطن في منازل أقرب إلى مياه النهر من المنازل التي تم هدمها بدون أن يستفيد أصحابها في السنة الماضية (الفيضانات السابقة). وللتذكير فقط، فوزارة التعمير والتنمية المجالية قد قررت منذ انطلاق مشروع المدن بدون صفيح ترحيل ساكنة الأحياء الغربية بما في ذلك حي أولاد الغازي إلى الجهة الشرقية حيث نصبت لوحة إشهارية لهذا البرنامج في مخرج المدينة يؤكد انتهاء الأشغال في متم سنة 2009. ويفاجأ سكان المدينة فيما بعد بإضافة لوحتين اشهاريتين لمشروع تجزئة جديد من إنجاز العمران خصص جزء منه لضحايا الفيضانات في السنة الماضية (209 بقعة) بينما تحول الجزء الأكبر إلى مشروع تجاري لهذه المؤسسة. وإلى يومنا هذا، لا يزال سكان المدينة يتساءلون عن الأسباب التي تقف وراء عرقلة هذا المشروع والذي كان سيجنب الساكنة ويلات تهديدات الفيضانات. كما لاحظنا أن حي أولاد زيد و هو حي عشوائي، قد غمرته المياه ليس مباشرة من النهر بل عبر قنوات الواد الحار لوجوده في منطقة منخفضة على مستوى الماء.كما اجتاحت المياه جزء من حي اخريبكة عبر قنوات الواد الحار بسبب ارتفاع منسوب مياه النهر على الجزء الأسفل من الحي بسبب بناء حاجز ترابي على طول ضفة النهر. بينما مكن الحاجز الترابي الذي أنجزته السلطة المحلية على طول النهر بدوار أولاد احميد من حماية الضيعات والحقول الفلاحية والمساكن المجاورة. أما الطريقان المؤديان إلى كل من جماعة القصيبية ودار بلعامري فقد قطعتا تماما بسبب المياه وتكاد الطريق المؤدية إلى البكارة عبر أولاد احميد أن تجتاحها المياه. فالمنازل المبنية على طول هذه الطريق قد غمرتها المياه. كما عرفت مدينة تازة ليلة الخميس الجمعة الماضية هبوب رياح هوجاء مصحوبة ببعض الزخات المطرية بلغ مداها حوالي مئة كيلومتر في الساعة و هو ما لم تشهد له المدينة مثيلا ، مماجعل الساكنة تشعر بالخوف والهلع اذ تعطلت الدراسة ببعض المدارس والإعداديات والثانويات و سقطت مجموعة من الأسوار المحيطة بها والأشجار حيث استيقظت ساكنة تازة على كارثة بيئية كبيرة جراء هذه الرياح التي اقتلعت جل الأشجار من جذورها واللوحات الإشهارية وبعض أعمدة الإنارة العمومية وأصيبت بعض السيارات بأضرار بليغة لم تسلم منها بعض المقاهي ونتيجة ذلك انقطع التيار الكهربائي بمجموعة من الأحياء ولم تخلف ضحايا باستثناء وفاة فتاة بجماعة الطايفة نتيجة انهيار منزل . و على ضفاف نهر سبو اعادت الامطار التي شهدتها منطقة الغرب كبرياء نهر سبو باسترجاع فحولته التي فقدها منذ سنوات خلت . ففي الستينات من القرن الماضي كانت مياهه تغزو الاراضي الشاسعة لمرات عديدة في السنة الواحدة حتى أضحت غزواته السبع موشومة في ذاكرة الساكنة التي اصبحت تؤرخ لاحداثها التاريخية بالفيضانات السبع لنهر سبو سنة 1963 . و تعتبر سنة 2010 شبيهة بهذه الفترة ان لم نقل اكثر بكثير نظرا لحجم الخسائر التي تكبدتها الساكنة حيث ان اجتياح المياه لاغلب الاراضي الفلاحية تسبب في اتلاف المحاصيل الزراعية بنسبة مرتفعة جدا الشيء الذي سيترتب عنه عطالة يد عاملة كثيرة و تدني الدخل الفردي للشغيلة الفلاحية مما سيؤثر على القدرة الشرائية لديها كما خلفت الانقطاعات المتكررة للطرق ركودا اقتصاديا ملحوظا بالنسبة للمدن كمشرع بلقصيري دار الكداري سيدي قاسم الخنيشات و حد كورت .زيادة على ارتفاع اسعار الخضر و الفواكه واللحوم أما التجهيزات و البنيات التحتية فقد ساهمت الفيضانات في كشف الكثير من عيوبها حيث عرت عن الواقع المزري الذي تعرفه شبكة الماء و الكهرباء اذ ارتفعت وتيرة الانقطاعات .كما ان عدم صيانة قنوات الصرف الصحي و الواد الحار و العزوف عن اعادة تاهيل البالوعات ادى إلى اغراق احياء بكاملها و محاصرتها بالمياه مثل ما شهدته احياء البام ديور اجداد حي الفتح و حي المسيرة و ابيطات بمدينة مشرع بلقصيري. ناهيك عما تعرفه شبكة الطرق من تشوهات نظرا لكثرة الحفر التي تحولت الى برك مائية تعرقل حركة السير لدى الراجلين اكثر من السائقين. أما على المستوى الاجتماعي فإن محاصرة المياه لاغلب القرى و المحاور الطرقية الرئيسية ادى الى توقف الدراسة في عدد كبير من المؤسسات التعليمية بدائرة بلقصيري الشئ الذي بات ينذر بموسم دراسي متعثر . كما ان الخدمات التي تقدمها المستوصفات و المراكز الطبية تراجعت في غياب التجهيزات اللازمة و قلة المواصلات لتلقي العلاج خارج الدائرة.