لم تسلم العديد من الملاعب، شأنها شأن منشآت أخرى لحقتها خسارات وأضرار، جراء غزارة الأمطار التي تهاطلت في الفترة الأخيرة. وأضحت عدة أندية وفرق كروية مهددة بتجميد أنشطتها المبرمجة في إطار مختلف البطولات الكروية (نخبة هواة عصب وفئات صغرى، وكذلك البطولة النسوية)، نتيجة تضرر الملاعب التي تحتضنها في نهاية كل أسبوع. في الدارالبيضاء الكبرى مثلا، أضحت ملاعب البرنوصي والزاولي، ملعبا البشير والعاليا بالمحمدية، أضف إلى ذلك عدة ملاعب تحتضن مباريات بطولتي الهواة والعصبة، غير صالحة لإجراء المباريات، إذ تحولت إلى برك مائية، بتربة وعشب ثقيلين، وحفر كثيرة، مما جعل منها خصما حقيقيا يضع اللاعبين أمام مواجهة خطر التعرض للإصابات والتوعكات. ولم تنجح عشرات الأندية الكروية بعاصمة الإسمنت والمال، من إيجاد البديل المناسب، لتضطر مكرهة لخوض مبارياتها في مثل هذه الظروف غير الملائمة! هي نفس الشروط والظروف، التي ستواجهها أندية وفرق عصبة الغرب لكرة القدم، التي تعرضت ملاعبها بشكل أكبر لضرر تهاطل الأمطار، خاصة الملاعب المتربة أو ذات العشب الطبيعي، حيث برزت العديد من الحفر على أرضيتها، وانتزع العشب منها، وأضحت شبه برك مائية غير صالحة بتاتا لإجراء مقابلات كرة القدم، ويبقى ملعب 18 نونبر بمدينة الخميسات،أوضح نموذج يجسد الحالة السيئة التي عرفتها ملاعب منطقة الغرب في الفترة الشتوية الأخيرة، والملعب البلدي لتمارة الذي عاد لحالته السابقة بعد فترة وجيزة أغلق خلالها «للإصلاح»! أما في منطقة دكالة عبدة، فوحده ملعب العبدي بالجديدة، ونفس القول ينطبق على ملعب المسيرة بآسفي بنسبة أقل، الذين يمكن القول أنهما سلما نسبيا من خطر كثرة الأمطار التي تهاطلت على المنطقة في الفترة الأخيرة، بفضل جودة تجهيزاتهما وصيانتهما الجيدة، فيما أصبح في شبه المستحيل على عدد كبير من الملاعب في المدن الصغيرة والقرى بنفس المنطقة، احتضان مقابلات كرة القدم. وفي تادلة أو في الشرق، وكذا الجنوب والصحراء، فقد زادت أحوال الطقس من سوء أرضية العديد من الملاعب المفتقدة أصلا للشروط الملائمة لإجراء مباريات كرة القدم. ونتيجة لكل ذلك، ستواجه مختلف الأندية والفرق الوطنية، مزيدا من المتاعب وهي تخوض مباريات مختلف البطولات الوطنية والجهوية في كرة القدم في نهاية الأسبوع الجاري، وفي ما تبقى من فترة تهاطل الأمطار، مما يتطلب جهودا حقيقية لترميم ملاعبها وإصلاحها.