في معرضه التشكيلي الذي احتضنته قاعة النادرة قدم الدكتور والشاني ميمون لوحات تحتفي بالطبيعة، منظورا اليها بالعين الطفولية الأولى، وكأن حواس الفنان تنشد ذاك النقاء الاول، الذي يكاد يغيب عن حياتنا اليومية التي لوثتها الجدران الاسمنتية، وكل مظاهر المدينة المعاصرة. ثمة ايضا نشدان للصمت والهدوء مقابل كل هذا الضجيج الذي يقرع الاسماع وكل الحواس ايضا. اننا أمام لوحات تقبض على الطبيعة في نقائها الأول رسمت بروح فيها الكثير من الانطباعية، حيث التحاور بين ذات الفنان مع الطبيعة، وما ترسمه بروح فيها الكثير من الانطباعية، حيث التحاور بين ذات الفنان مع الطبيعة، وما ترسمه على حسه الطبيعة، هي الأخرى من أثر. ثم اننا ايضا ونحن نطالع ما ان رسم في هذه اللوحات الفنية، نلمس اننا امام حس ووعي بيئي مهيمن على روح الفنان. ولأن والشاني ميمون هو طبيب بيطري، فلابد وان مهنته تلك، قد ساقته الى العديد من البوادي والأرياف، ولذلك فإن اللوحات التي تضمنها هذا المعرض (مابين 29 يناير و 9 فبراير الجاري) فيها ايضا جزء من سيرة حياة الفنان، اننا أمام قرى أو مناظر طبيعية من البادية المغربية، وضمن هذه المناظر ثمة بعض الحيوانات هي من نفس انواع ما يعالجه هذا الطبيب - الفنان، مرات بالادوية ومرات أخرى بالفرشاة، وعلى ذكر الفرشاة، فإن أثر الفرشاة كلمسات هي ما يميز أعمال هذا المعرض، ممايجعلها قريبة من لمسات فرشاة الفنان الكبير فان خوخ. انها اعمال تقبض على الطبيعة في حالاتها المختلفة، اشجارا وازهارا، ونباتات، وثمة مساكن ومسالك تكاد لا تؤدي الى أي مكان، أعمال ولوحات تصرخ الوانها او تبهت وفق املاء الطبيعة ذاتها اخضرار أو احمرارا أو اصفرارا، أو وفق ما يميله الوقت من ضوء أو ظل، في الوقت الذي يأتي فيه التوزيع للفضاء داخل اللوحات متناغما ومنسبا مهما اخضرت الطبيعة أو اصفرت، أو لنقل بكل بساطة ان ما تفيض به هذه اللوحات من جمالية، يجعل جدرانا كثيرة تشتهيها.