تنطلق غدا الجمعة (12فبراير 2010) الدورة السادسة عشرة للمعرض الدولي للنشر والكتاب، أحد أهم الأنشطة الإشعاعية الكبرى لوزارة الثقافة. وتتأتى القيمة المتواصلة لهذا الحدث من كونه صار يمثل الدخول الثقافي الحقيقي، فالناشرون والكتاب صاروا يضبطون إيقاع النشر والإنتاج على تاريخ المعرض. كما أن الكثير من جمهور القراء (خاصة في المدن البعيدة ) صاروا يعتبرونه المناسبة السنوية لاقتناء الكتاب. لكن قيمة المعرض، هذه السنة، تتمثل في كونه يخرج عن تقليد استقدام ثقافة الدول ك» ضيف شرف» لفائدة ابتكار فكرة أصيلة تكرم مغاربة العالم من خلال الاحتفاء بالفعاليات الثقافية المغربية في المهجر، وذلك بشراكة مع الوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج ومجلس الجالية المغربية بالخارج. جديد الدورة كذلك مبادرة وزير الثقافة بتنظيم أولمبياد الاستظهار بهدف التحفيز على إغناء ذاكرة الناشئة وإنعاشها لأثرها في التكوين كما شرح ذلك في الحلقة الأخيرة من البرنامج التلفزيوني «تيارات». وعلينا ألا نستبق الأحكام وننتظر تفاعل التجربة وآثارها، علما بأن مسألة الحفظ والذاكرة تطرح نقاشا مفتوحا بالنظر إلى تجدد المباحث العلمية في هذا المجال. إضافة إلى ذلك سيتم تكريم جان جوني، إدريس الشرايبي، محمد باهي، محمد خيرالدين، محمد لفتح وإدمون عمران المليح..مثلما ستقدم أعمال تترجم لأول مرة بهذه المناسبة، وستقدم في المعرض أكبر مكتبة حول الهجرة. كما ستنجز هذه الفعاليات بمشاركة أسماء وازنة وطنيا وعربيا ودوليا. مع الإشارة أن الوزارة قد قلصت هذه السنة عدد الكتاب المغاربة والعرب والأجانب لاعتبار أن الحضور، كما قال حميش في البرنامج المذكور، يجب أن يشمل أسماء ذات»بروفيل» خاص. وهذه المسألة فيها نظر لأنني لا أعتقد شخصيا أن الأسماء التي حضرت الدورات السابقة كانت تستدعى من أجل النزهة ، بل ساهمت إما بحضورها الفكري أو مردوديتها الإعلامية، خاصة أن المعرض من الفرص الهامة لتواصل الكتاب المغاربة في ما بينهم، ومع كتاب العالم. باستثناء هذه النقطة التي فيها نظر فإن المعرض، بشكل عام، يجعلنا إزاء لحظة اقتسام المتعة وتجديد الصلة بالمبدعين والإبداع. كما أن انخراط المؤسسات التعليمية في دينامية المعرض عبر تنظيم زيارات التلاميذ يمنح الحدث قيمة مضاعفة. والأمل أن يتضافر الجهد من أجل إنجاح هذه الدورة ليترسخ معرض الكتاب كحدث ثقافي وفعل اجتماعي وإنساني راق يجعلنا نعتز به في بلدنا وفي العالم.