مكناس تزفيت عشوائي استبشرت ساكنة العاصمة الإسماعيلية خيرا باستئناف عملية تزفيت الأزقة والمحاور الرئيسية، على الرغم من الانتقائية التي ميزتها. لكن ما يدعو للاستغراب والدهشة هو عدم تغيير أو تحويل الطوار من مكانه الأصلي كعملية ضرورية تسبق التزفيت، لتجنب خنق قنوات الصرف الصحي. لكن مكناس تعد استثناء إما بكون الزفت يفوق الرصيف ويصبح الراجلون في خندق واحد مع السيارات والحافلات والأوحال، وإما عدم تمكن سائقي السيارات من النزول نظرا للعلو الزائد للطوار. أضف إلى ذلك بقايا الأتربة المتروكة هنا وهناك، ولا حياة لمن تنادي. أزبال حفر وحدائق مهملة يخال للمرء وهو يتجول وسط العاصمة الإسماعيلية وكأنه في قرية كبيرة. فالأرصفة محفورة، والأزبال بالجملة، والحدائق مهملة، وحتى النافورة المجانبة للقصر البلدي معطلة، ورائحة الفضلات والأوساخ بداخلها تزكم الأنوف. فإلى متى يستمر الإهمال للقلب النابض لحمرية من لدن مسيري الشأن العام المحلي؟ دور مرتع للمتسكعين دائما وعلى مستوى حمرية (وسط المدينةالجديدة) يلاحظ القاطن والزائر منازل وفيلات مهدمة ومهجورة أصبحت ملجأ للمتسكعين وذوي السوابق لممارسة شتى أنواع الانحراف... فأين لجن المراقبة ومتابعة التراخيص بالهدم التي سلمت لأصحابها للشروع في بناء عمارات؟ أم أن المضاربات العقارية وغض الطرف عنها يبقى سيد الموقف؟ احتلال الملك العمومي مازالت عملية احتلال الملك العمومي بمكناس ضاربة أطنابها، فالاحتلال المؤقت من أجل البناء أصبح دائما، والأرصفة محتلة عن آخرها، أما المقاهي وعرض سلع المتاجر فلا تسمح للمارة بالمرور، إلا في طريق السيارات، معرضين حياتهم لكل المخاطر. فمتى تستأنف عملية تحرير الملك العمومي التي دشنتها الجماعة والسلطات المحلية منذ أكثر من شهرين ونصف؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون جعجعة بلا طحين؟ سقوط مدينة نيم في الوقت الذي كان يتواجد فيه وفد من الجماعة الحضرية بمكناس بمدينة نيم التي ترتبط بالعاصمة الإسماعيلية من خلال توأمة المدينتين، سقطت اللوحة التذكارية للمدينة الفرنسية بمكناس، وكادت أن تهشم رأس أحد المارة لولا الألطاف الإلاهية. ولم تعوض بأخرى إلى حد كتابة هذه السطور. فما رأي المسؤولين الذين كانوا في ضيافة بلدية نيم؟