إذا كان المجلس الإقليمي لعمالة العرائش في الفترة السابقة 2003 - 2009 فضاء لتبادل الآراء ووجهات النظر في القضايا الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، ومنبرا تعرض فيه العروض والمداخلات الأكاديمية القيمة لمسؤولين جهويين وإقليميين في القضايا الراهنة التي يشهدها الإقليم وخلية لاتخاذ القرارات المناسبة في التنمية الإقليمية من خلال نخبة ضمت مهندسين ومحامين وحملة شواهد عليا وفاعلين آخرين ... إذا كان الأمر كذلك عند المجلس الإقليمي السابق في الفترة السابقة، فإن المجلس الإقليمي لعمالة العرائش بمكتبه المسير الحالي، قد أرجع فضاء المجلس الإقليمي في دورته العادية المنعقدة يوم الثلاثاء الماضي - دورة يناير - إلى عصر الظلمات بإفساحه المجال لأحد مستشاريه للاعتداء على الصحافيين والمراسلين أمام أعين المسؤول الأول بالإقليم وتحت إمرة رئيس المجلس الجديد عبد الإله احسيسن. فبدلا من مناقشة قضايا التنمية والإلتزام بجدول أعمال المجلس قام المستشار ومنسق حزب الأصالة والمعاصرة بدائرة القصر الكبير بكيل الشتائم وأفدح النعوت لمدير جريدة محلية بالقصر الكبير عندما شرع هذا الأخير في أخذ صور أعضاء المجلس وهم يناقشون النقط المثارة في الدورة . ولم يكتف هذا المستشار بذلك بل قام من مكانه ونزع منه آلة التصوير بالقوة، مما أسقط مدير الجريدة المحلية على الأرض ثم شرع في كسرها بضربها - على الأرض - أمام ذهول أعضاء المجلس وعامل الإقليم ورؤساء المصالح الخارجية والمراسلين والحضور ولم يتوقف عن فعلته إلا بعدما تدخل أحد رؤساء الأقسام بالعمالة وصرفه بالقوة خارج قاعة الاجتماعات. العامل، من هول ما رأى، قام من مكانه وساعد الصحافي في الوقوف وأجلسه في مكانه واعتذر له عن كل ما وقع، راجيا من أعضاء المجلس الالتزام بمكانهم واستكمال ما تبقى من نقط جدول الأعمال. لقد أخطأ المستشار - فوق العادة - في سلوكه بالاعتداء على مدير الجريدة المحلية، وهو ما يؤكد مرة أخرى أن رئيس المجلس الإقليمي لاعلاقة له بتسيير الشأن العام على الرغم من ترأسه بلدية العرائش لولايتين متتابعتين سابقتين. فالرئيس تجاهل بأنه يناقش الشأن العام، وأن الجلسة مفتوحة وعلنية ينقل أطوارها المراسلون والصحافيون ويحضرها متتبعو الشأن العام بالإقليم. والمؤسف أن هذا الحدث الدرامي يحدث أمام المسؤول الأول بالإقليم، مما يعني أن هذا المستشار يتكئ على سند قوي، خصوصا وأنه منسق حزب الأصالة والمعاصرة بدائرة القصر الكبير، كما أن هذا الاعتداء يعطي الانطباع بأن هذا المستشار «فوق الجميع» ولا يعير مسؤوليه أدنى احترام .