هل قمتم بخطف رهائن أجانب؟ «نعم، اثنان أو ثلاثة. قتلناهم، كانوا كفرة، فصلنا رؤسهم عن أجسادهم» لم يكن هذا سوى تصريح لأحد عناصر الطالبان للقناة الثانية الألمانية يوم أمس اللأول من خلال برنامجها الأسبوعي «التقرير الدولي». حلقة هذا الأسبوع خصصت بالكامل لأفغانستان على خلفية المشروع الذي أعدته الحكومة الألمانية الذي يرسم استراتيجية جديدة للأزمة في افغانسانان والذي سيكون عماد النقاش في مؤتمر لندن. التقرير الذي بثته القناة الألمانية تضمن صورا تعرض لأول مرة عن حياة الطالبان وطقوسهم اليومية في حربهم ضد القوات الأجنبية. عشرة أيام قضاها الصحفي الأفغاني نجيب الله قريشي الذي يقيم في لندن، هذه الرحلة التي كادت أن تقضي عليه. استطاع هذا الصحفي أن يصل إلى مقاتلي الطالبان في منطقة قريبة من قندس، أحد أخطر مناطق أفغانستان. وهي المنطقة التي تقع تحت مراقبة القوات الألمانية وقوات اسعاف. وهكذا نقلت لنا كاميرا نجيب الله حياة محاربي الطالبان وطقوسهم اليومية في مهاجمة القوات الغربية وصنع المتفجرات، بل سمح المقاتلون للصحفي وكاميراه أن تنقل من ساحة الحرب إحدى الاستعداد لتفجير دبابات وقوافل أمريكية كانت تعبر إحدى الممرات الرئيسية. لقد أبان التقرير أن صفوف المقاتلين لا تنحصر فقط على عناصر أفغانية، بل هناك مقاتلون من دول عربية وتحديدا من اليمن والسعودية، حيث صرح أحدهم بلكنة خليجية «أن تواجده في افغانستان هو فرض ديني لمحاربة الكفار»، وأضاف آخر « سنقاتل حد الموت إلى أن تنسحب أمريكا، أوروبا والكفار من أفغانستان وتخليص الاسلام منهم» لاينجح مقاتلو الطالبان في تحقيق الهدف وإلحاق الضرر بالقوات الدولية، فقد رافق نجيب الله أحد الكومندوهات التي حضرت المتفجرات وزرعتها على الطريق الرئيس، غير أن العملية قد تفشل بسبب إما غياب التنسيق المحكم الذي يعتمد على الهاتف النقال من أجل اخبار عن مرور هدف غربي من إحدى الطرق، أو أن المتفجرات لا تنفجر لتنقل الكاميرا نزاعا بين أفراد الكومندو وأحد مخبريها عبر أجهزة اللاسلكي. «يا غبي لماذا لم تخبرنا في الوقت المناسب عن مرور الأمريكان، خمس دقائق من قبل كنا حققنا هدفنا».