برحيل رجل السياسة الفرنسي جان فيدرين، تكون فرنسا قد خسرت أحد أكبر أبنائها الذين رسخوا في منعطفات تاريخية صعبة، قيم الوطنية المنفتحة وفضيلة الحوار واستقلالية الفكر. وبالنسبة إلينا في المغرب، فالخسارة مماثلة لأننا فقدنا، بهذا الرحيل، مدافعاً شهماً عن استقلال المغرب إبان الحماية الفرنسية ومكافحاً من أجل الصداقة الفرنسية المغربية، وهو ما يفسر العلاقة الوطيدة التي كانت تجمع الراحل بقادة الحركة الوطنية، وبشكل خاص، بالقائد عبد الرحيم بوعبيد، فقد اشتغلا معا، ضمن الأفق الرحب للنضال والحرية. وبهذه المناسبة، يتقدم المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بأصدق التعازي وخالص مشاعر المواساة إلى السيد هوبير فيدرين، ابن الراحل ووزير الخارجية الفرنسي الأسبق، مستحضراً نبل السيرة الوطنية والإنسانية للراحل، ومقاومته للاحتلال النازي لبلاده، وإسهامه في معركتنا من أجل الاستقلال، وفي تعميق سبل الحوار مع الوطنيين المغاربة، وفي إرساء علاقة تاريخية منتجة مع الفرنسيين تسمح بتعميق آفاق التعاون والتفاهم بين بلدينا.