أجمع عدد من المسؤولين والشخصيات التي حضرت اليوم الخميس بالدار البيضاء، مراسيم تشييع جثمان الأستاذ عبد الهادي بوطالب، الذي وافته المنية أمس، على أن المغرب فقد برحيله أحد رجالات الدولة الكبار وواحدا من رواد الحركة الوطنية ومفكرا متميزا ومناضلا ساهم، من كل المواقع، في تحقيق استقلال بلاده ونيل حريتها وتقدمها. (إعداد : إدريس اكديرة) وبهذه المناسبة، قال السيد أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة، في شهادة استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، إن الراحل عبد الهادي بوطالب كان أحد الشخصيات البارزة التي عملت إلى جانب جلالة المغفور له الحسن الثاني، مبرزا أنه يعرف الفقيد منذ أمد بعيد حيث كان من أقطاب حزب الشورى والاستقلال.
وأضاف السيد أزولاي أنه يكبر في شخص الراحل بوطالب، الذي كانت تجمعه به صداقة حميمة، المثقف الكبير والدبلوماسي المحنك.
من ناحيته، قال السيد محمد اليازغي وزير الدولة، في شهادة مماثلة، إن المغرب فقد في شخص بوطالب أحد قادة الحركة الوطنية، مستحضرا كفاحه خلال مرحلة الاستعمار حيث كان من القادة الأوائل لحزب الشورى والاستقلال، الذين خاضوا محطات نضالية من أجل الاستقلال والديمقراطية.
وأضاف السيد اليازغي أن الراحل تقلد بعد ذلك مهام وزارية ودبلوماسية كما كان على رأس المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، حيث كان في كل هذه المناصب مثال الرجل الكبير ذي المبادئ.
من جهته، قال السيد خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة إنه برحيل الأستاذ عبد الهادي بوطالب يكون المغرب قد فقد أحد أبنائه البررة، مبرزا أن الراحل طبع ببصماته القيمة جزءا أساسيا من تاريخ المغرب المعاصر.
وأضاف السيد الناصري أن الجميع، سواء الذين عايشوه وعرفوه عن قرب، أو الذين عرفوه من بعيد، يشهد للفقيد بوطالب أنه كان يتسم بالخصال الحميدة والمناقب الكريمة ومزايا إنسانية كبيرة، معربا عن حزنه العميق لفقدان هذا الرجل الذي اجتمع فيه ما تفرق في غيره، حيث كان وطنيا وعالما وسياسيا ودبلوماسيا ومفكرا إسلاميا.
من جانبه، أكد مؤرخ المملكة السيد حسن أوريد أن وفاة الأستاذ عبد الهادي بوطالب تعد خسارة لأسرتيه الصغيرة والكبيرة، فقد كان من رجالات الدولة العظام متماهيا مع المصلحة الوطنية منذ فجر شبابه.
وقد انخرط الراحل، يضيف السيد أوريد، في العمل الوطني التحرري ثم في العمل من أجل إرساء قواعد الدولة الحديثة، كما أنه أغنى رحمه الله المكتبة المغربية بالعديد من المؤلفات في مجالات الآداب والعلوم والقانون، مؤكدا أنه يشهد للراحل كذلك بأنه كان علما من المفكرين الإسلاميين المبرزين.
وفي شهادته عن الفقيد، قال السيد محمد بن سعيد آيت يدر أحد رواد الحركة الوطنية إن الراحل عبد الهادي بوطالب كان من بين أفراد حركة المقاومة، ومن مؤسسي حزبي الشورى والاستقلال والاتحاد الوطني للقوات الشعبية، مذكرا بأن الفقيد خاض العديد من المحطات النضالية من أجل استقلال بلاده كما ساهم في إثراء مسيرتها نحو التقدم والرقي.
من جانبه، قال السيد المحجوبي أحرضان رئيس الحركة الشعبية أن المرحوم عبد الهادي بوطالب، الذي كانت تجمعه به صداقة حميمة، كان رجلا شهما ووطنيا كبيرا، له مكانته في عوالم السياسة والفكر والعمل الإسلامي المشترك.