تحدثت إحدى الجرائد الوطنية في طبعتها ليوم أمس عن تحركات السلطات المحلية ومعها الفرق الأمنية لحجز بعض السلع الصينية المشبوهة، وفصلت الحديث عن أقلام تحمل أدعية شيعية ضبطت بتاوريرت، ولُعب تحمل «خرائط تشوه الحدود المغربية» ضبطت بوجدة. وبالطبع، وبغض النظر عن السلطة التقديرية لمدى خطورة هذه الأدعية أو هذا التشويه للحدود المغربية لدى فرقنا الأمنية وسلطاتنا المحلية، فإن المرء لا يمكنه إلا أن يبارك كل هذا الانتباه لمثل هذه الأعين اللاقطة التي تهتم حتى بصغائر المشبوهات، لكن في الوقت الذي مازلنا نجد فيه أرواحا تزهق بفعل تسربات الغاز القاتلة من السخانات، أو في الوقت الذي نجد فيه أرواحا تزهق بفعل قنينات الغاز المتقادمة وغير الصالحة لإعادة التعبئة، أو في الوقت الذي نجد فيه الكثير من الأدوية المهربة، التي تهرب تحت الحر وتحت القر، وتعرض في العديد من الأمكنة، وغير ذلك من كبائر المشبوهات، فإن على مثل هذه العيون اللاقطة أن يسكنها ذات الانتباه وعين الاهتمام، حتى لا تظل أسواقنا عبارة عن مزابل لنفايات الغير، وحتى لا يظل مواطنونا عرضة لأخطار المخادعين والغشاشين والمتلاعبين بسلامتهم وصحتهم.