الندوة التي نظمتها مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد بمناسبة الذكرى الثامنة عشر لرحيله حول موضوع «الوطنية بين الأمس واليوم» خلفت من الأصداء ما جعل العديد من أركان التعليق بالصحف الوطنية المغربية تُعلق على هذه النقطة أو تلك مما تم تداوله خلال هذه الندوة، بالاضافة الى التغطية والمتابعة. وبالطبع، وكما هو معلوم، فإن التعليق حر، لذلك لن نعلق على تعليقات المعلقين، ولكن فقط نشير إلى أن أهم نقطتين استأثرتا بالتعليق، أطلق أولاهما المجاهد أبو بكر القادري، وهي النقطة المتعلقة بالقدرة على قول لا للنظام، في الموقف الذي يجب أن تُقال فيه لا، دون خشية لومة لائم، مثلما فعل القائد الوطني عبد الرحيم بوعبيد في مسألة الاستفتاء. وثانيهما تلك التي أطلقها محمد الأشعري عند حثه للشباب الحاضر بهذه الندوة على مقاومة الظلم الاجتماعي متسائلا: «كيف يمكنكم أن تعتزوا بوطنيتكم وأنتم تشاهدون يوميا ساعة ونصف من الأخبار التي تجمد الانجازات؟ صحيح أن الوطن غير عادل ويحتقر ذكاءكم بمثل هذه الممارسات، لكن بمقاومة هذا الوضع يمكننا بناء وطنية جديدة». إذن، الحديث عن الوطنية يثير الأصداء، وتذكر زعيم وطني بحجم عبد الرحيم بوعبيد يفتح شهية الشجون، والقدرة على قول لا، ومحاربة الظلم الاجتماعي، وعدم السماح بالاستخفاف بعقول المغاربة، أمور بدونها لا تستقيم الوطنية أمسا ويوما وغدا.