تعيش الدارالبيضاء ، هذه الأيام، مشكلتين بارزتين، الأولى تتعلق بمياه الله القادمة من السماء، والتي تفضح واقع مدينة يقال إنها «مرآة المغرب وعصبه الاقتصادي»، إذ كلما أمطرت ظل تقنيو المصالح المختصة غارقين تحت الأرض وفوقها ل «تسريح» المياه كي لا تسقط المدينة أو تقلب «سفاها على علاها»! المشكل الثاني هو مشكل الكهرباء، إذ عاشت المدينة ، طيلة الشهرين الماضيين، في ظل انقطاعات للتيار الكهربائي دامت لدقائق طويلة، أربكت السكان، وأربكت حركة السير، كما «شلت» عدة مؤسسات إنتاجية. وحسب بلاغات شركة ليدك، فإن الانقطاعات تتسبب فيها مراكز التحويل الموزعة في ثلاث مناطق بالعاصمة الاقتصادية، وهي تابعة للمكتب الوطني للكهرباء، كان آخرها يوم الثلاثاء الماضي حين تمزق خيط موزع للكهرباء تبلغ درجته 64 ألف فولت بالقرب من منطقة البرنوصي ونحمد الله أن رؤوس المواطنين كانت بعيده عنه خلال الحادث المذكور وقع خلاف بين رجال المطافئ وبعض تقنيي المكتب الوطني للكهرباء حول سبب «تمزق» الخيط الكهربائي، إذ ظل التقنيون متشبثين بأن ما وقع وقع بفعل فاعل، فيما تشبث رجال المطافئ برأي يقول بانعدام الصيانة والإهمال! الرأيان معا يؤشران على «مصيبة كبرى»، فالأمر يتعلق بمادة حيوية وفتاكة في نفس الوقت المفروض أن تكون في أعين الساهرين عليها ليل نهار، فالمكتب الوطني للكهرباء، يعد من أغنى المؤسسات الوطنية، ولا عذر له في التذرع بمبررات لا طائل منها، فالكهرباء، بالإضافة الى أنه محرك كل الإنتاجات، بل كل الحركية اليومية للمواطن، فهو في المقابل يبقى حاضرا في «أعين الإرهابيين» أو كل من له دوافع الخراب في هذا البلد، والظرف لا يسمح بالخطأ !! أما إذا كان الأمر قد حصل بفعل الإهمال، وانعدام الصيانة، فتلك معضلة لا تقل خطورة، ومن هنا من حقنا أن نتساءل ليس فقط ك «مساهمين» في أموال هذا المكتب، وإنما كأجساد مهددة بالصعق الكهربائي، عن أموال المراقبة والصيانة؟!