السوق المتحدث عنها، لا توجد بالعاصمة العراقية، بل مستقرة في إحدى أشهر مناطقنا.. ألا وهي منطقة عين الشق. انطلقت أشغال بناء هذه السوق النموذجية منذ سنة 2004، لتأوي 288 بائعا متجولا، بما أن خطة السلطات هي إنشاء أسواق نموذجية في كل الأحياء لتنظيم الباعة الجائلين المنتشرين في كل الشوارع والأزقة والفضاءات، بما في ذلك جنبات الطرق. شُيد هذا «المرفق الخدماتي» فعلا ، والذي استهدف إيواء الباعة المتواجدين ببراكة مول الحوت بدرب الخير والسوق العشوائية المتواجدة بالقرب من أطلال المركب الثقافي الذي لم يشيد إلى يومنا هذا، بالاضافة إلى بعض الباعة من دوار القاضي بن ادريس وحي الشباب. إلى حدود الآن لم تفتح أبواب السوق وظلت العربات لا تبارح أماكنها وظلت معها الدواب منتشرة في كل المواقع، وتحولت المنشأة إلى «ديبو» لبعض المعدات!! فما الذي وقع؟ سيكتشف المسؤولون بالمنطقة أن معظم الباعة المستهدفين من هذه العملية، دفعوا تسبيقات مالية تصل إلى 3500 درهم للاستفادة من المحلات الموعودة، وهُيِّئوا لدفع 15 درهما لليوم أثناء استغلال المحل، ومع ذلك لم يستفيدوا من شيء، ليجدوا أنفسهم وكأنهم شاركوا في برنامج للكاميرا الخفية! سيكتشف المسؤولون أيضا بأن عدد البونات التي وزعت أو بيعت فاقت عدد «الحوانيت» لتصل إلى ما يناهز 500 «بون»، كما أن «بونات» أخرى أعيد بيعها من جديد ودخلت محلات السوق في «مضاربات» سريالية المستفيد الوحيد منها هو من توصل بثمن «البون»، لتضيع على الباعة دراهمهم ، وظلت السلطات في حرج أمامهم، لأنها كلما حاولت منعهم من ممارسة نشاطهم في أي زقاق، يواجهونها بالسؤال: «فين مشاوْ فلوسنا»؟.. بالفعل «فين «مشاوْ فلوسهم»؟ سؤال يعلم إجابته المسؤولون الذين اكتشفوا ما جرى، والذين نسألهم من جهتنا :«آش غادي ديرو»؟!