مع بداية الشتاء وتساقط الأمطار كما هو حال الأسبوع الماضي غير المركز الاجتماعي دار الخير «تيط مليل» من إيقاع عمله اليومي، تحسبا للطوارئ، وذلك عبر الزيادة في عدد أسرة الإيواء وتوفير الملابس، وتقديم خدمات طبية للمتشردين الجدد... هكذا تم ضبط حوالي 179 حالة ما بين 14 إلى 23 دجنبر، 33 حالة في صفوف النساء و18 في صفوف الأطفال القاصرين، والباقي رجال راشدون، هذا ما أكده مدير المركز عبد الكريم الصبار، مضيفا أنه «يمكن ضبط 50 إلى 60 حالة يوميا، فهناك فئة يتم إيواؤها بشكل دائم داخل المركز، وفئة تفضل العودة إلى الشارع بمجرد انتهاء الفترة الشتوية». وقد أشار إلى أن هذه السنة عرفت ظاهرة جديدة يمكن تسميتها ب«التشرد العائلي» أي (الأب والأم والأبناء) الذين يتسولون طيلة اليوم، وأثناء الليل يلتقون في مكان معين من أجل النوم، وأغلب هؤلاء ينحدرون من منطقة «الرحامنة»! وقد وقفت الجريدة، أثناء زيارة مؤسسة الرعاية الاجتماعية دار الخير يوم السبت الماضي ، على عدة حالات. تحكي عزيزة (36 سنة) عن معانتها مع الأهل: «كنت أشتغل بمعمل للبلاستيك، وأتكلف بجميع المصاريف (من كراء، وأكل..) لكن بعد تدهور حالتي الصحية، غادرت المعمل لأجد نفسي في الشارع، تقول بنبرة حزينة، بعد أن طردني والدي من البيت، لأنني لم أعد قادرة على العمل»! أحمد (30 سنة)، التحق بالمركز يوم الخميس (24 دجنبر 09) يقول «إن التواجد داخل المركز أفضل من التسكع في الشوارع خاصة في هذه الفترة الباردة» مضيفا «إنني كنت أفترش الكارطون وأتناول المخدرات والماحيا كي لا أشعربقساوة البرد». أما بخصوص المال فهو يحصل عليه عن طريق التسول. وإذا كان هؤلاء يلتحقون بالمركز هروبا من قساوة البرد، فهناك من التحق به من أجل غايات أخرى. صابر (22 سنة) جاء الى المدينة بحثا عن عمل، لكن ظنه خاب، فقرر أن يتخذ من الشارع ملجأ له، يقول «كنت لا أرى النوم من شدة البرد، فأسناني كانت تصطك». بعد التحاقه بالمركز استرجع بعض عافيته، ولم يعد يتعاطى المخدرات، وأصبح يشتغل بمصبنة للألبسة بحي مولاي رشيد. عبد النور (18 سنة)، يقول «إن الظروف العائلية هي التي جعلتني ألتحق بالمركز»، فبعد وفاة والدته قرر الأب الزواج والرحيل الى بركان تاركا وراءه شابا دون أن يسأل عنه أو يضمن له أدنى مستوى للعيش. رغم المعاناة، قرر عبد النور إتمام دراسته بإحدى الثانويات ب«تيط مليل». وتجدر الإشارة إلى أن عبدالنور يبقى التلميذ الوحيد من بين 30 نزيلا من أقرانه في نفس الجناح، الذي يتابع دراسته.