بالرغم من حملات وحدات المساعدة الاجتماعية لمحاربة التسول والتشرد، فإن هذه الظاهرة لاتزال في ارتفاع مستمر، إذ أصبح بعض الأشخاص يتخذون من التسول حرفة لهم، لدرجة أن بعضهم يقوم بالتسول تحت تأثير المخدرات (سيلسيون، الدوليو...) أو التسول بالعنف، إضافة إلى تكوين عصابات إجرامة.. والأسوأ من هذا هو استغلال أطفال في عمر الزهور من أجل الحصول على بعض الدراهم ،بالاضافة إلى المختلين عقليا الذين يتخذون من الشوارع مسكنا لهم. أمام استفحال هذه الظاهرة، قام المركز الاجتماعي دار الخير بتيط مليل، وبعض المسؤولين عن القطاعات المشاركة في تدبير برنامج محاربة التسول والتشرد منذ أسبوعين،« بوضع استراتيجية جديدة للحد من هذه الآفة، التي باتت «تهدد» سكان المدينة الاقتصادية، وذلك عبر تكثيف عمل وحدات المساعدة الاجتماعية والرفع من وتيرة التكفل بالأشخاص المتخلى عنهم، بالاضافة إلى تكثيف عمليات الاتصال بأقربائهم من أجل التدخل لإصلاح ما بينهم من خلافات»، هذا ما أكده مدير المركز عبد الكريم الصبار، مشيرا إلى أنه تم ضبط يوم الثلاثاء الماضي حوالي 900 حالة تشرد من بينها 140 حالة تنحدر من مدينة المحمدية، أما بالنسبة للأيام العادية فيتم ضبط ما بين 700 و750 حالة يوميا، وبهذا الصدد استطرد المدير قائلا «إن هناك أزيد من 40% من الأشخاص المتشردين الذين يتمنون أن تصيبهم عاهة مستديمة من أجل كسب عطف الناس أثناء مزاولتهم مهنة التسول». ويضم المركز تسع سيارات لوحدات المساعدة الاجتماعية والتي يشتغل بكل واحدة منها مساعد اجتماعي رفقة شرطي وأحد أفراد القوات المساعدة، وفي ظل هذه الاستراتيجية الجديدة تمت الاستعانة ب 5 سيارات تابعة لمقاطعات الحي المحمدي، عين السبع، مولاي رشيد، سيدي عثمان والمحمدية، وذلك من أجل ضبط المتشردين والمتسولين وإحالتهم على المركز. وللإشارة، فإن مركز تيط مليل يضم تسعة أجنحة و962 سريرا، ومن ثم، حسب مصادر مطلعة، فإن طاقة المركز والميزانية المرصودة له لن تكفيا لاستيعاب الأعداد الهائلة من المتسولين /المتشردين الذين يتم ضبطهم يوميا، علما بأن «متشردي» المحمدية يساقون بدورهم إلى «دارالخير»، نظرا لكون «مدينة الزهور» لا تتوفر على مركز اجتماعي يأوي هؤلاء الأشخاص!