ساهم انخفاض درجات الحرارة بمدينة الدارالبيضاء في تعميق معاناة المتشردين والبدون مأوى، وقد أدت موجة الصقيع إلى وفاة متشرد بحي لاجيروند بعد أن لفظ آخر أنفساه قبل أيام بفندق»لينكولن»المهجور في شارع محمد الخامس بالدارالبيضاء. ولحدود صباح أمس، استقبل المركز الاجتماعي «تيط مليل» 138 متشردا من أصل 900 نزيل المتواجدين حاليا به،وحسب عبد الكريم الصبار، مدير المركز، فإن بعض المتشردين يفدون على هذا المأوى الاجتماعي الوحيد التابع لولاية الدارالبيضاء طالبين من الإدارة قبولهم ك»نزلاء مؤقتين» لغاية شهر مارس المقبل مبدين رغبتهم في مغادرته بحلول فصل الربيع . وحدد مدير المركز أماكن تجمع متشردي العاصمة الاقتصادية ليلا في الأزقة الخلفية لحي درب عمر،ويتخذون من قطع الكارتون بالسوق فراشا بينما يتدثرون بأغطية رثة يلفونها بقطعة بلاستيكيو كبيرة لاتقاء البلل، كما أنهم يستابقون للظفر بمكان قرب المخابز والأفرنة التلقيدية، ويتشكل زنقة الأمير مولاي عبد الله و ممر «الكلاوي» مكانا لتجمعهم،فيما تعد النقطة الأمنية المسماة180، والواقعة بالقرب من ملعب»الفيلودروم»، المكان التي تجمع فيه سلطات المدينة المتشردين قبل شحنهم في»سطافيطات» وإرسالهم إلى مركز «تيط مليل». وقال مصدر طبي من قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالبيضاء إن القسم يستقبل بعض المتشردين ممن يحملهم سيارات إسعاف الوقاية المدنية ودوريات الشرطة،وعندما تقدم لهم الإسعافات الأولية يرفضون إخلاء الأسرة مما يستدعي تدخل مصلحة الشؤون الاجتماعية التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي التي غالبا ما تحيلهم على مركز تيط مليل الخيري كإجراء روتيني. وقد اتصلت»المساء» صباح أمس بالدكتور عبد النبي قمر،المدير العام للمركز الاستئفائي الجامعي إبن رشد لنقل وجهة نظره حول الرعاية التي يوفرها المركز الاستشفائي للوافدين عليه ،ممن ينامون في الشوارع الإسفلتية الباردة للدارالبيضاء ،واكتفت كاتبته بالقول إنه في اجتماع وهو مشغول قبل أن تقفل الخط. ولا تتعدى القدرة الاستيعابية لمركز ابن رشد 1021 سريرا، بينما يصل معدل الإقامة بالسرير خمسة ايام على أبعد تقدير، حسب مصدر من جمعية الأطباء المقيمين والداخليين بالمركز الاستشفائي. وقال مصدر مسؤول ب القطب الاجتماعي التابع لولاية الدارالبيضاء الكبرى إنه لاتوجد إحصاءات رسمية تحدد عدد الأشخاص البدون مأوى في المدينة،مشيرا إلى أن الولاية توظف دورية يومية في إطار برنامج» خريف شتاء» في محاولة منها لإنقاذ المتشردين من الموت بردا على الأرصفة،مشيرا إلى أن الدورية التقطت أزيد من 1500 متشرد من شوارع المدينة منذ اطلاق برنامج»خريف شتاء» يوم 12 ماي الماضي. ويشير نفس المصدر إلى أن أفراد دورية المساعدة الاجتماعية يواجهون صعوبات أثناء عملهم،حددها في رفض الكثير من المتشردين الذهاب إلى مركز»تيط مليل» مفضلين حياة الشارع، وهم غالبا ما يشربون كحول الحريق الممزوجة بمشروب غازي و يعمدون إلى شم لصاق «السليسيون» و»الدوليو» أملا في الوصول إلى مرحلة تخدير متقدمة، تجعل المتشرد لا يحس بأطرافه المتخشبة جراء البرد والنوم في العراء. وإذا كان يجهل رسميا العدد الحقيقي للمتشردين الذين يجوبون شوارع الدار البيضاء، فإن دراسة أنجزها المركز الاجتماعي تيط مليل، تحدد عدد المتشردين الذين ينامون في شوارع المدينة في أزيد من 1200 شخص، يتمركزون في الغالب بالقرب من المحطة الطرقية أولاد زيان وداخل الميناء وفي شوارع مركز المدينة. وسجلت نفس الدراسة أنه على مستوى تراب عمالتي الدار البيضاء أنفا والفداء مرس السلطان لوحدهما تم التقاط المئات من المتشردين.