على إثر إخبار أحد المواطنين الذي كان قادما في اتجاه برشيد، لسرية الدرك الملكي بوجود جثة شخص ذكر ملقاة بالطريق الوطنية الرابطة بين دوار البريرات وسطات، انتقلت على الفور فرقة من عناصر الضابطة القضائية لعين المكان لتجد الجثة وقد غطاها بعض المارة الذين كانوا في انتظار السلطات المختصة. المعاينة والملاحظة بالطبع أنجزت عناصر الفرقة مهمتها بأخذ صور للضحية ومعاينة المكان ومحاولة لاستفسار الاشخاص الذين كانوا قرب الجثة هل يعلمون شيئا عنها وعن وفاة صاحبها الذي كان ملطخا بالدماء. الملاحظات الأولية كشفت لرجال الدرك ان الهالك تنبعث منه رائحة الخمر الماحيا لكن لا توجد قربه أية قنينة فبدأوا بالبحث عن المكان الذي قد يكون جلس به الهالك لاحتساء الماحيا صحبة قاتله، وبدون صعوبة اكتشفوا المكان على بعد خطوات جانب الطريق حيث لازالت بواقي السجائر وأعواد الثقاب (لوقيد ) وبعض عظام الزيتون. كما اكتشف الدرك آثار أقدام شخصين مختلفي الاحجام تأكدوا من أن إحداها للهالك. حضرت عناصر الوقاية المدنية لعين المكان وحملت الجثة متوجهة بها لمصلحة التشريح الطبي. الخمر وسلبياتها طبقا لقانون المسطرة الجنائية أخبر عناصر فرقة الدرك الوكيل العام بالجريمة مباشرة بوقوع الجريم التي بدت غامضة بالنسبة إليهم، ومع ذلك فقد انطلق بحثهم بعد التعرف على هوية الضحية وهو رجل في الأربعين من عمره من سكان الدوار المعروف بتعاطيه للخمور، بالاتصال بمعارفه ومرافقيه ومشاركيه معاقرته للماحيا، لكن الفاعل الحقيقي لم يخطر على بالهم لعدم وجوده ضمن المجموعات التي فكروا فيها الى أن قدم نفسه للضابطة القضائية وأدلى لهم بالتصريح الذي يشهد الضابط محرر المحضر أنه تلقاه منه عن طواعية. ويستخلص من ذلك التصريح أن الهالك كان جالسا جنب الطريق خلف ظل أكوام من العشب يحتسي ماء الحياة عندما مر بالقرب منه ودون أن يشعر بوجوده هناك المصرِّح الذي تفاجأ بمناداته من طرف الضحية. وحسب التصريح دائما فإن الضحية دعا المعترف الى مشاركته في شرب الماحيا التي كانت لازالت عنده، وبالفعل جلس الى جانبه وتناول معه بعضا منها إلا أنه بدأ يلاحظ أن نظرات الهالك وكلامه الموجه إليه غير لائق وفي نبرة لا تفيد الاحترام، بل فيه رغبة لممارسة الجنس عليه. وقتها حاول الوقوف لمغادرة المكان دون أن يشعر به الهالك، إلا أنه أمسك به، بكلتا يديه محاولا إسقاطه أرضا، مما جعله يتيقن أن الهالك مصمم العزم على هتك عرضه، حيث أخرج السكين التي كان يحملها معه من حذائه، لكنه تمكن من استعمالها ضده إذ وجه بكل ما أوتي من قوة طعنة الى خصمه لبطنه ليتمكن من الإفلات منه والفرار. الجاني يقدم نفسه للدرك المتهم أضاف أنه بعد مغادرته لمكان الجريمة ظل مختبئا بعيدا عن الدوار لكونه كان يعتقد أن الضحية سيلحقه للانتقام منه بعد شفائه، لكنه عندما علم أنه توفي لم يقدر على تحمل ذلك فقدم نفسه للدرك. بعد البحث معه واستنطاقه من طرف النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بسطات تمت متابعته بجناية الضرب والجرح العمديين المفضيين الى الموت دون نية القتل حسب ما ينص عليه الفصل 403 من القانون الجنائي الذي تتراوح فيه العقوبة من 10 الى 20 سنة. بدأت مناقشة القضية على إثرتعيين محام للمتهم في إطار المساعدة القضائية .وتمت مؤاخذة المتهم والحكم عليه ب 15 عاما سجنا نافذا). وكان الدفاع قد التمس تمتيع المتهم بأوسع ظروف التخفيف خاصة وأنه اعترف بالضرب والجرح دون نية القتل فيما طالب ممثل النيابة العامة بتطبيق القانون في مواجهة المتابع.