«عواشر مبروكة» هذه العبارة، وغيرها، نسمعها بكثرة هذه الأيام بمناسبة (عاشوراء) وخاصة بالأحياء الشعبية وبالقساريات ، نذكر منها على سبيل المثال قسارية الحي المحمدي ، التي وضعت على طول الممرات المؤدية لها «لُعب» من مختلف الاشكال والألوان، بالاضافة الى «الطعارج والبنادر» التي أعطت لهذا الفضاء «صورة موسمية» جديدة . فإذا قمت بجولة بين الأزقة يثير انتباهك تجمع الاطفال حول «اللعب»، وهم ينظرون إليها بنظرات مفعمة بالحيوية وكأنهم يرغبون في اقتنائها كلها ، ومن حين لآخر يسألون عن ثمنها وعن الكيفية التي تشتغل بها كل واحدة على حدة . تقول بُشرى ( أم لثلاثة إطفال) «إن بناتي يفضلن اقتناء الدُمى والاواني المنزلية (كوزينة) عوض اقتناء الطعارج، وأظن أن السبب هو التطور الذي تعرفه صناعة اللعب، فقد أصبحوا ينتجون لُعبا لأبطال بعض الرسوم المتحركة مثل سبايدرمان وباربي.. فأمام هوس الاطفال بأبطال هذه الرسوم لم تبق للطعريجة مكانتها الخاصة». وتضيف «لقد أصبحنا نحن لأيام أجدادنا، لأن هذه المناسبة كانت لها مميزاتها الخاصة ، حيث كنا نحيي ليلة عاشوراء بالطعارج والبنادر إلى وقت متأخر من الليل صحبة الأقارب والجيران، عكس ما يحدث الآن»! تعرف الأحياء الشعبية خلال هذه الفترة أجواء «استثنائية»، إذ يقوم بائعو «الطعارج...» بخلق أجواء موسيقية من خلال «التطبيل» وترديد أغان شعبية على مسامع الناس من أجل جلب الزبائن وإقناعهم في نفس الوقت بجودة سلعهم . يقول مصطفى (30 سنة) : «إن ما يميز هذه المناسبة هو الجو الذي يصاحب عملية البيع أثناء المساء» مضيفا بخصوص الاقبال :«إنه ضعيف الى متوسط في بعض الاحيان مقارنة مع السنوات الماضية، ففي كل سنة ينخفض الطلب على الطعارج ، نظرا للتطور الحاصل على مستوى صناعة لُعب الأطفال... حيث من الممكن أن تختفي الطعارج خلال السنوات المقبلة»! وما كاد مصطفى ينهي حديثه، حتى وقفت صبية لا يتجاوز عمرها 10سنوات تسأل عن ثمن إحدى «الطعريجات» دون أن ترغب في شرائها، فتكتفي بالقول: «إنني أفضل اقتناء اللُّعب عوض الطعارج، لأن هذه الأخيرة تنكسر بسرعة»!!