ككل فصل شتاء ومع تساقط الأمطار والثلوج، تعيش ساكنة جماعة بركين معاناة في التنقل شرقا إلى مدينة كرسيف من 90 إلى 130 كيلومتر على الطريق الرئيسية رقم 5427 الرابطة بين كرسيف وبولمان. وتعيش الساكنة على وقع هذه المعاناة منذ ربيع سنة 2008 بعدما قررت الجهات المعنية هدم القنطرة الحديدية، التي شيدتها فرنسا إبان فترة الحماية لتحكم سيطرتها على الأهالي بالجبال، وبناء قنطرة جديدة، إلا أن بطء وتعثر الأشغال، التي تبررها المديرية الإقليمية للتجهيز بتازة إلى دوام السيول بواد زبزيط، يدفع ثمنه ساكنة الجماعة، التي تقدر بأكثر من 10.000 نسمة، إذ أنه وبعد يوم من عيد الأضحى ومع تساقط الأمطار، التي جرفت المسلك المحاذي لأشغال بناء القنطرة، أصبحت المنطقة تعيش في عزلة تامة بعد توقف حركة السير في اتجاه إيموزار مرموشة (إقليم بولمان) بسبب تساقط الثلوج، ورغم كل ذلك لم تحرك الجهات المعنية أي ساكن تجاه المقاول المكلف بالبناء من أجل تسريع الأشغال وفق دفتر التحملات. فبعد الفقر والتهميش والإقصاء الاجتماعي الناتج عن غياب الحكامة الرشيدة ومسؤولية المواطنة لدى القائمين على أمور الجماعة منذ أكثر من 50 سنة، أتى فصل الثلوج والأمطار لينزع البسمة وفرحة العيد من وجوه الساكنة وأقاربهم، من الذين فضلوا قضاء عطلة العيد رفقة الأهل والأحباب، بعد أن تعذر عليهم العودة في الوقت المحدد إلى أماكن عملهم. وهكذا شاءت الأقدار بساكنة أيت وراين الشرقية، التي صعدت الجبال وحملت السلاح وهم التحرر والاستقلال رفقة المقاوم محمد مزيان بنقدور وراء الملك المجاهد محمد الخامس، أن تعيش حياة الفقر والعزلة في الوقت الذي كانت فيه جماعة بركين من أغنى الجماعات بثروتها الغابوية الهائلة (أشجار الأرز ...)التي نهبت بدون حسيب ولا رقيب...